فلسطين أون لاين

​خيمة الشاب "خليل" أمام الأقصى شاهدة على سياسة الإبعاد

...
الشاب إبراهيم خليل في خيمته أمام أبواب الأقصى
القدس المحتلة-غزة/ جمال غيث:

لم تكسر محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي عزيمة الشاب إبراهيم خليل، بإبعاده عن المسجد الأقصى المبارك، ومنعه من الاعتكاف بداخله، فقرر نصب خيمة بالقرب من باب الأسباط.

ويحرص خليل، وهو من سكان مدينة الناصرة داخل الأراضي المحتلة عام 1948، منذ 12 عامًا، على الصلاة والاعتكاف في المسجد الأقصى طوال شهر رمضان المبارك.

وتقتحم قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي كل ليلة، المسجد الأقصى، وتخرج المعتكفين منه بالقوة، في محاولة منها لفرض هيمنتها وسيطرتها الكاملة على الأقصى.

تشجيع المقدسيين

وتحول إبعاد خليل عن الأقصى، إلى مبادرة لاقت تضامنًا كبيرًا، من قبل المصلين والمعتكفين في المسجد الأقصى وسكان القدس الذين يساندون ويوفرون كل احتياجاته.

وأكد خليل لصحيفة" فلسطين" أن قوات الاحتلال لن تنزع فرحته ومشاركته في الاعتكاف بالمسجد الأقصى الذي اعتاده منذ 12 عامًا، بعد قرار إبعاده لينصب أول خيمة احتجاجًا على القرار ومن أجل الاعتكاف بها، قرب باب الأسباط.

وقال: "إن فكرة نصب الخيمة نبعت بعد قرار طرده من الباحات المقدسة ليكون على مقربة من المسجد الأقصى المبارك طوال شهر رمضان"، مبينًا أن حجم التضامن والتأييد شجعه على الاستمرار في الاعتكاف في خيمته.

وأشار خليل إلى أن قضية القدس والمسجد الأقصى تحتاج إلى الكثير، وإلى الدفاع عنها والوقوف إلى جانبها، وعدم تركها وحيدة أمام جرام الاحتلال التي تنفذ بحق المقدسات.

وأكمل: "كنت أظن أن الأمر بسيط أمام ما يتعرض له المقدسيون من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، لكن عندما نصبت الخيمة وشاهدت جرائم الاحتلال أيقنت أن المقدسيين أطفالًا ونساء ورجالًا وشيوخًا لن يتخلوا عنه مهما كلفهم ذلك".

وشدد على أن المقدسيين لن يتركوا المسجد الأقصى المبارك وحيدًا أمام إجراءات الاحتلال، "بل على العكس فهم وقفوا إلى جانبي ووفروا كل احتياجاتي ولم يتركوني ولو للحظة، فهم لا يخذلون أصحاب المبادرات بل على العكس يشجعونهم".

سيطرة كاملة

ولفت خليل إلى تضامن وتكاتف أهل المدينة المقدسة معه ووقوفهم إلى جانبه "فهم لم يدخروا جهدًا في مساعدتي فالبعض يجلب لي طعام الإفطار وآخرون يجلبون السحور والبعض يحاول أخذ ملابسي وغسلها ويدعوني إلى الاستحمام في منازلهم".

ويحث خليل، كل المبعدين عن القدس، للتواجد في أقرب نقطة من المسجد المبارك ونصب خيامهم من أجل التعبير عن رفضهم لإجراءات الاحتلال التي تمارس بحق أبناء الشعب الفلسطيني وكشف جرائم الاحتلال.

وعن إجراءات الاحتلال بعد نصب خيمته بالقرب من باب الأسباط، قال خليل: "حاولت قوات الاحتلال أكثر من مرة مضايقتي لإزالة الخيمة ومغادرة المكان، لكن عرفت فيما بعد أن الأرض للأوقاف الإسلامية ولا سيطرة للاحتلال عليها".

وأشار إلى أن الاحتلال يخشى أن ينصب المبعدون عن القدس خيامهم قرب المسجد الأقصى ويصعب إبعادهم عن المكان، مؤكدًا أنه سيواصل اعتكافه رغم جرائم الاحتلال الممارسة بحقه.

ويرفع خليل، لافتة فوق خيمته كتب عليها "مبعد عن الأقصى" في محاولة منه للفت أنظار المارة والسياح إلى معاناته والجرائم التي ترتكبها قوات الاحتلال بحق المعتكفين والمصلين في المسجد الأقصى المبارك.

وتحاول سلطات الاحتلال الإسرائيلي فرض سياسة الأمر الوقع على القدس والمسجد الأقصى المبارك، وتمنع في أغلب الأوقات دخول المصلين والمعتكفين إليه.

وتخلي قوات الاحتلال منذ بداية شهر رمضان المبارك المسجد الأقصى من المعتكفين، رغم معارضة الأوقاف الإسلامية التي أكدت أن الاحتلال يهدف من وراء ذلك إلى فرض هيمنته وسيطرته الكاملة على الأقصى.