فلسطين أون لاين

قمتان، وقضيتان، وبيتان

قمتان عربية وإسلامية تعقدان أعمالهما في مكة المكرمة في يومي الخميس والجمعة. القمة العربية طارئة. والقمة الإسلامية عادية، وتحمل الرقم 14 بين القمم؟! ماذا ستبحث القمتان ؟! الجواب الدبلوماسي صاحب الغموض، يقول : تطور الأوضاع في المنطقة؟! ولكن ما هذه التطورات المقصودة، حيث لا تتوقف التطورات يوما أو شهرا، فما دام العالم في حركة دائمة فإن التطورات أيضا في حركة دائمة لا تعرف التوقف. لذا يلزمنا التحديد لكي نعيش الفهم، لا الغموض.

نعم . تعيش منطقة الخليج حالة من التوتر الزائد. أميركا حشدت مجموعة ضاربة من قواتها قريبا من الخليج، منها حاملة الطائرات (أبراهام لينكولن). أميركا تزعم أن إيران تشكل تهديدا إقليميا وعمليا، وعليها أن تتخلى عن تطوير منظومة صواريخها البالستية. وترى السعودية والإمارات أن إيران تهدد بإغلاق مضيق هرمز، وتمدّ الحوثيين بالصواريخ، وبالطائرات المسيرة، والحوثيون يضربون مراكز مهمة في أرامكو، وفي نجران والرياض؟! أي إنه ثمة خطر بوقوع مواجهة. المطلوب من القمة دراسة هذه الحالة القائمة وإيجاد ردود ملائمة عليها.

نعم. ويعيش الخليج مع المنامة زمن اقتراب المؤتمر، أو قل ورشة العمل الأميركية الإسرائيلية الخليجية لعرض فصل من فصول صفقة القرن، وآليات تنفيذها. الفصل المقصود هنا الفصل الاقتصادي. أي مشروع الحل الاقتصادي الذي يتم بموجبه مقايضة الحقوق الفلسطينية بالمال؟! وأعتقد أن المطلوب من القمة العربية الطارئة أن تدرس هذه المقايضة، وأن تأتي بالسلطة الفلسطينية لها، لأن رفض السلطة قد يزيد من الأخطار التي يواجهها الخليج الآن. قمة مكة تريد جلب السلطة، وربما تجد السلطة في ذلك الجلب ما يرفع عنها الحرج والاتهامات، وينزلها عن شجرة الرفض، بعد أن وصل بريق المال والذهب إلى رام الله وعواصم أخرى.

قمة العرب طارئة. ولأنها كذلك فهي ستدعم لا محالة موقف المملكة من قضية تهديدات ايران، وستدعم موقف المملكة والبحرين من ورشة المنامة، وربما تقرر إرسال وفد إسلامي لإيران ودول أخرى لخفض تهديدات الحرب.

قمة مكة عربيا وإسلاميا هي قمة الخليج، وهي قمة هرمز والمنامة. وهي طريق عربي موروث لجلب السلطة الفلسطينية لبيت الطاعة العربي. بيت الطاعة هذا لم يغلق أبوابه منذ عام النكبة، وربما يبقى هذا البيت العربي مهيمنا على البيت الفلسطيني لفترة أطول، لأن العرب لا يحبون المغامرات الفاشلة، لا سيما تلك التي قادتها القوميات العربية السالفة. وهنا نسأل هل ستذهب السلطة لبيت الطاعة؟! الجواب، و هل تملك السلطة التي تزعم رفض سوق المنامة القدرة على أن تتخلف؟! بيت الطاعة أوسع من بيت فلسطين، ورحم الله من قال: المعون الواسع يسع الضيق؟!