بينما ينشط الخليج، صاحب المال، والمصالح مع أميركا وإسرائيل، في تسويق صفقة القرن، ودعم تنفيذها بـ70% من الأموال المقررة، في تسريبات خطة ترامب لتصفية الحقوق الفلسطينية، والبالغة ثلاثين أو أربعين مليارًا من الدولارات، تنشط لجان اللاجئين الفلسطينيين في غزة والشتات إلى عقد اجتماعات شعبية لرفض خطة ترامب، ورفض التعاون العربي في تنفيذ هذه الصفقة المشبوهة، وكان الأولى بهم الالتزام بالموقف الفلسطيني الشعبي والرسمي.
الشعب الفلسطيني كله يرفض خطة ترامب، ويلعن من يواليها رغبة أو كرها، بينما الخليج يعتزم الرقص على جراح الفلسطينيين، وعلى قضيتهم، رغم أنفهم، وهو موقف مؤسف وغريب؟! الفلسطينيون هم أم الولد، ولا يريدون بيعه، أو مبادلته بالمليارات، فلماذا تجعلون من المنامة سوق عكاظ تتبادلون فيه بضائع لا تملكون أصولها، ولا فروعها؟ من أراد البيع فيمكنه أن يبيع من وطنه وأرضه، إن رضي شعبه، ولا يمكنه البيع للمحتل من أرض القدس التي لا يملكها؟!
لجان اللاجئين الشعبية التي عقدت مؤتمرها أمس في النصيرات وحضره طائفة كبيرة ومميزة من الوجهاء، والعلماء، وقادة الفصائل، والرجال والنساء، عبرت عن ضمير الشعب كله، وهو ضمير مشحون برفض خطة ترامب، وبرفض التنازل عن حق العودة، ورفض الإجراءات المشبوهة لتصفية وكالة الأونروا، ورفض مؤتمر البحرين. المؤتمر المحترم دعا البحرين للتراجع عن استضافة المؤتمر. ودعا دول الخليج والدول العربية لعدم حضور المؤتمر. وتعاهد المؤتمرون على إسقاط صفقة القرن، كما أسقط من سبقهم مشروع التوطين في سيناء في ستينيات القرن.
في ضوء ما تقدم نسأل أهلنا في البحرين والخليج، ما العائد المفيد لكم من استضافة مؤتمر يكيد للحقوق الفلسطينية، واستضافة مؤتمرين يكيدون للشعب الفلسطيني وقضيته العادلة؟! إذا كانت لا توجد لكم منافع شخصية أو وطنية، فنرجوكم دعونا نواجه صفقة تعمل على طمس ما تبقى من حقوقنا، وطمس ما تبقى من كرامة عربية وإسلامية. دعوا ما لا يعنيكم، وباشروا الاهتمام بما يعنيكم، ومن تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه.
الصراع في فلسطين، وعلى القدس، باقٍ ما بقي الاحتلال الصهيوني، وما بقي الإفساد الصهيوني، ومؤتمراتكم وأموالها الكبيرة لا تلغي وعد الله، وستنفقونها ثم تكون عليكم حسرة. ونحن حين نبذل النصح لكم ونقسو في كلامنا قليلا، فلأننا نغار عليكم وعلى بلادكم، ولا يسعدنا أن يكون حكامكم ذنبا لترامب، أو لمحتلين. ونريد لبلادكم الطهارة من رجس المؤامرات، ولعنة الأسواق، والتجارة الخبيثة.