تجتمع هيئات وأحزاب وشخصيات عربية لعقد اجتماع عربي موسّع الأحد القادم، 2 يونيو/ حزيران المقبل، في العاصمة اللبنانية بيروت؛ لبحث سُبل مواجهة "صفقة القرن"، و"الورشة الاقتصادية" التطبيعية في العاصمة البحرينية المنامة.
وجاءت الدعوة إلى الاجتماع بعد لقاءات وتشاورات بين الأمناء العامّين للمؤتمر القومي العربي والإسلامي والأحزاب العربية ومؤسسة القدس الدولية، للتداول وبحث آليات وسبل مواجهة خطة الإدارة الأمريكية للتسوية في المنطقة، التي تعتزم واشنطن وحلفاؤها تنفيذها على أنقاض الثوابت والحقوق الفلسطينية والعربية.
وأكد الأمين العام السابق للمنتدى القومي العربي معن بشور، أن الاجتماع في بيروت يأتي للتشاور في سبل مواجهة "صفقة القرن" المنوي الإعلان عنها في الأيام القليلة المقبلة، والتي ظهرت أولى خطواتها التنفيذية في مؤتمر البحرين الاقتصادي.
وشدد بشور في حديثه لصحيفة "فلسطين"، على أن الاجتماع فرصة للمّ الشمل الفلسطيني والعربي من قوى وتيارات مختلفة، شرذمها جميعها الانقسام والتجاذبات السياسية، وإحياء الحركة الشعبية العربية الإسلامية.
وأضاف "ستكون هذه الخطوة بمثابة سد منيع في وجه صفقة القرن والمطبعين معها ويعرقل سيرها وكل المشاريع المماثلة التي تهدف لتصفية القضية، وصد هيمنة (إسرائيل) وأمريكا على الشرق الأوسط".
برنامج عمل
وأوضح بشور أن اجتماع لبنان سيخرج ببرنامج عمل فلسطيني وعربي وإسلامي، يعزز من عمل حركات مناهضة التطبيع العربي، ويسعى لاحتضان المقاومة بكل أشكالها المسلحة والسلمية، وتشكيل لجان متخصصة تتجه لمدعوي مؤتمر المنامة لدعوتهم لمقاطعته وإفشاله.
وأضاف "يجب التحشيد لحراك سياسي عربي وإقليمي ودولي لتضييق الخناق على الاحتلال الإسرائيلي وصولًا إلى تحقيق مطالب الفلسطينيين، والاعتراف بحقوقهم المشروعة كحق العودة وإقامة دولة عاصمتها القدس".
وبين بشور أن التحدي الحقيقي في تحشيد الرفض الدولي والعربي الضاغط على الحكومات المشاركة في مؤتمر البحرين، وتحرك الشارع البحريني بكل أطيافه في إطار المبادرة الشعبية المناهضة للتطبيع في المملكة، حيث كان قد حال من قبل بين مؤتمر ريادة الأعمال ومشاركة وزير الاقتصاد بحكومة الاحتلال.
وذكر أن إجهاض مؤتمر التطبيع في البحرين و"صفقة القرن" يصبح أكثر سهولة إذا أعيد بناء العلاقات بين التيارات المختلفة على أسس وطنية سليمة مستفيدة من تجارب الماضي، وهذا من أهداف المجتمعين في بيروت.
خطوات مطلوبة
أما عن الخطوات الواجبة فلسطينيا لمواجهة الصفقة والتطبيع العربي معها، قال بشور: إن أهمها إرساء الوحدة الوطنية على قاعدة المقاومة والتمسك بالحقوق الثابتة للشعب الفلسطيني، واحتضان مسيرات العودة وكسر الحصار التي ساهمت في تعثر إنجاز "صفقة القرن"، وإطلاق انتفاضة فلسطينية في الضفة الغربية المحتلة.
وينعقد اجتماع بيروت العربي، بحضور عدد من الشخصيات العربية وممثلين عن المؤتمرات والاتحادات والمنظمات والأحزاب والفصائل والهيئات الفلسطينية والعربية.
وأجمعت الجهات الداعية للاجتماع على عقده قُبيل ورشة المنامة، التي تستضيفها بصورة مشتركة كلٌ من البحرين والولايات الأمريكية، وتُشارك فيها دول خليجية إلى جانب الاحتلال، المقرر أن يتم فيها إطلاق الصفقة الأمريكية.
بدورها، رحبت حركة المقاومة الشعبية في فلسطين، بدعوة الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، حول بدء حوار فلسطيني لبناني جاد ومعمق حول قضية اللاجئين وسبل التصدي لـ"صفقة القرن".
وأكدت الحركة في بيان لها أمس، أن تواجد اللاجئين الفلسطينيين في أماكن الشتات هو أمر مؤقت إلى حين عودتهم إلى ديارهم وقراهم التي هُجروا منها، مشيرة إلى أن دعوة نصر الله تحتم على جميع الأطراف التقاطها، واتخاذ استراتيجية إسلامية وعربية وفلسطينية لإسقاط "صفقة القرن".
وشددت على ضرورة احترام الدول المضيفة للاجئين الفلسطينيين لحق شعبنا في العيش بكرامة وإنسانية، وتوفير سبل الحياة الكريمة واحترام الحقوق الإنسانية له.
ودعت الحركة الدول العربية والإسلامية إلى عدم المشاركة في "الورشة الاقتصادية" المزمع عقدها في البحرين و"إلا تكون المشاركة العربية غطاء لبيع قضية فلسطين والتخلي عنها".