عودة إلى الانتخابات. هذا هو الأرجح في ساحة العدو. ليبرمان يرفض الانضمام لحكومة نتنياهو الجديدة، بسبب غزة بحسب زعمه. إذ لا حكومة جديدة. وهنا نسأل من أسقط نتنياهو؟ ومن أسقط الكنيست؟! نتنياهو لا يملك غير 60 صوتًا مؤيدًا، وهؤلاء لا يصنعون حكومة مستقرّة. وعليه يمكن أن يقال: إن ليبرمان أسقط نتنياهو. ولكن يمكن القول أيضًا: إن غزة هي من أسقطت الكنيست، وأسقطت المجرمين نتنياهو وليبرمان معًا.
إن انتخابات جديدة في سبتمبر القادم، يعني تشكيل حكومة بستين صوتًا، أو حلًا للكنيست الحالي، وهو في قادم الأيام يعني إخراج حزب ليبرمان من الكنيست، حيث من المتوقع أن يفشل في اجتياز نسبة الحسم، ذلك لأن المجتمع الصهيوني هو مجتمع مصالح، قبل أن يكون مجتمع يمين، وليبرمان يسهم في تعطيل مصالح الإسرائيليين، وعليه أن يدفع الثمن.
نعم هناك تحليل يرى أن المجتمع الصهيوني ينحرف نحو اليمين، واليمين المتطرف، على حساب اليسار واليسار الوسط، وليس على حساب المتدينين، وهنا سيحصل ليبرمان على عدد ستة أو سبعة مقاعد، بزيادة مقعدين على الأقل. وهذا الرأي ممكن، ولكنه ليس راجحًا، لأن مجتمع المال الصهيوني لا يريد انتخابات جديدة، تتعطل فيها بعض من مصالحه المالية. وجميعنا يعلم أن المال حاكم في دولة العدو، وهو صنو المتدينين في التأثير.
"تحسبهم جميعا وقلوبهم شتّى"، ومن ثمة يجدر بكل مواطن فلسطيني أن يرفع القبعة تحية لغزة، التي تقف شوكة في حلق العدو، وتعطل مصالحه في المال والاستقرار، وبهذا يمكن تذكير المواطنين بخيرية الجهاد، حيث أخبرنا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام أن "الخيل معقود بنواصيها الخير" . والخيل هنا تعني الجهاد في سبيل الله، ومقاومة العدو. غزة إذن ترد على حصارها في داخل المنظومة الحزبية والسياسية الصهيونية، وتفرّق كلمة الأحزاب، فلا يجتمعون على رأي، وعلى حكومة، رغم مناوراتهم، وقدرتهم المتفوقة على المناورة، حتى على بعضهم بعضًا. إنه لو علم الخليج منزلة غزة الجهاد، لطلبوا المزيد من مجاهدة الصهيونية، ولقدّموا للجهاد بعضًا مما يدفعونه من مليارات لترامب، ليزيدوا من قوة غزة في مواجهتها للعدو، وعندها فقط يمكن أن ينعم الخليج بالاستقرار، وأن يتوقف ترامب عن ابتزازهم .