الإعلان عن الورشة الاقتصادية في البحرين الشهر القادم خطوة أمريكية جديدة، نحو إعادة ترتيب المنطقة برؤية أمريكية، وفي هذه الحالة من البوابة الاقتصادية، كي تؤثر على الدول العربية في اتجاهين؛ الأول هو تحصيل تطبيق صفقة القرن من الأموال العربية، وهي جاهزة لذلك، سواء كانت مخيرة أم مجبرة، وخاصة في ظل التوتر في منطقة الخليج، الذي تقوده الولايات المتحدة ضد إيران، وابتزاز الدول العربية لدفع مقابل لتحرك الجيوش الأمريكية.
على الجانب الثاني سيتم صرفها لصالح بعض الجهات التي يسيل لعابها في انتظار تطبيق صفقة القرن والحصول على الامتيازات، وفي كل الحالات فإن المستفيد الأول من ذلك هو الاحتلال الإسرائيلي، وهو ما صرح به الرئيس الأمريكي ترامب أن هدف صفقة القرن هو الحفاظ على أمن الاحتلال ووجود إسرائيل في المنطقة، ودمجها فيها.
الولايات المتحدة التي تريد أن ترسي قواعد جديدة في المنطقة قائمة على الرشوة السياسية للحفاظ على الاحتلال في المنطقة، بل حماية الدول العربية له، وهي مرحلة متقدمة من ذلك، نحو صناعة عدو وهمي تصنعه الولايات المتحدة، والإشارة هنا لإيران، ويدرك الجميع أن الولايات المتحدة تدير الأزمة لصالحها ولصالح الاحتلال فقط، وتمويل الحملة من خلال دول الخليج، التي تهدر الأموال للحفاظ على عروشها.
تعيد الولايات المتحدة صناعة نفسها في المنطقة بثوب جديد، تطلق صفقتها الجديدة عبر الورشة الاقتصادية التي تعيد تجاربها السابقة الفاشلة، وتجربة غزة حاضرة، حيث فشلت بعد 13 عامًا من الحصار في فرض رؤيتها، والاحتلال الذي فشل عبر الحروب العسكرية وعبر الحصار الاقتصادي في أن يخضعها أو ينال منها.
لذلك ستفشل مرة أخرى، وإن كان على مستوى أوسع بمشاركة عربية ودولية، محكوم عليها بالفشل مسبقًا، وسينال المشاركون فيها من العرب العار بتواطئهم مع الاحتلال وجلوسهم جنبًا إلى جنب مع نتنياهو.
السياسة الأمريكية الفاشلة في المنطقة، والتعامل مع القضية، سيفشلان من جديد، لأن الشعوب الحرة لا يمكن إمساكها من معدتها، أو إخضاعها بالحصار الاقتصادي أو ابتزازها بالرشى الاقتصادية كما يراد لمؤتمر البحرين الذي كان يتوقع أن ترفض البحرين انعقاده على أرضها، وألا تسجل على نفسها أن تكون انطلاقا للرؤية الأمريكية التي تحمي الاحتلال في المنطقة على حساب القضية الفلسطينية.