يبدو الخليج اليوم مركز الأحداث في الشرق الأوسط. الخليج يخطف الأضواء اليوم من مصر والأردن والسلطة. البحرين تستضيف مؤتمر تسويق صفقة القرن. البحرين تنشر احتفالا يهوديا مشتركا مع الإسرائيليين، فيه طعام وغناء، وتبادل إشارات الحبّ والصداقة. المملكة ودول الخليج الأخرى قررت حضور المؤتمر، رغم رفض فلسطين له. عريقات يخاطب دول الخليج قائلا: لا تردوا الجميل لأميركا في المؤتمر من الأجندة الفلسطينية! السلطة تخاف من دور دول الخليج أكثر من خوفها من أميركا! هل دخلنا في أزمة مع الخليج؟!
إسرائيل سعيدة بمواقف الخليج والمملكة. رئيس الموساد السابق يتحدث لوسائل الإعلام عن تنسيق قديم ووثيق مع الاستخبارات السعودية. لماذا أفشى رئيس الموساد هذه المعلومة الأمنية الآن؟! المملكة لم تعلق؟! السعودية تنسق أمنيا مع (إسرائيل)، والسلطة تنسق مع إسرائيل؟! والدول التي تعترف (بإسرائيل) تنسق أمنيا معها. ولكن دولة العدو تحولت إلى الخليج! ولست أدري سبب التحول الآن؟!
هل يرجع التحول لدفء علاقة قديمة لم تعد قادرة على البقاء في برودة أوروبا، وصارت في حاجة لحرارة المنامة وما جاورها من عواصم؟ أم يرجع هذا التحول لبرودة التطبيع الشعبي في مصر والأردن؟! أم يرجع لفرصة الاستفادة من الخوف الذي تبثه إيران في منطقة البترول؟! ربما يرجع التحول لكل هذه الأسباب، ولكن الأهم من ذلك هو أن التحول هذا صار علنيا وبات يعمل بلا خجل ولا وجل، وكأن دولة العدو جارة وفيّة، ومن حسن الجوار حبّ الجار؟!
نحن لا نهاجم الخليج حين نتحدث عن هذه التحولات، أو حين نرصد احتفالات الإسرائيليين في عواصمهم، ونواديهم، فنحن نحب شعوب الخليج كلها، ونحمل لهم عرفانا بجميل قديم، ولكننا نكره ما طرأ على سياسة بلادهم من انحراف. كان الخليج عربيا قوميا، وصاحب دين وكرم، ومع التحولات الجديدة بدأ يفقد عروبته وقوميته خوفا وكرها، بعد أن تمكنت الماسونية الصهيونية من اختراق ثقافة نخبته التي تلقت علومها في أميركا وأوروبا. وغاب كرمهم واعتقلوا للأسف من يجمع تبرعات من كرمائهم لغزة وللقدس؟! كم هو عدد المعتقلين في بلادهم بتهمة حبّ غزة والقدس؟! وكم هو عدد من يحتفلون بالعبرية في فنادقهم؟! لست أدري!!