يقال في التسريبات إن صفقة القرن ينبغي أن تكون اتفاقا ثلاثيا بين ( إسرائيل) من جهة، والسلطة وحماس من جهة ثانية. كيف نفهم هذا وحماس ليست جزءا من اتفاق اوسلو، وعملت على تحطيمه وتجاوزه؟! وإذا كانت أميركا تخطط لجلب حماس إلى اتفاق الصفقة فكيف يتسنى لها هذا، وقد فشلت من قبل في إجبارها على الاعتراف بشروط الرباعية؟!
بين السلطة وحماس اتفاق قدري على رفض صفقة القرن، ومقاومة مشاريع تمريرها، لا سيما مؤتمر البحرين القادم، فكيف لأميركا أن تفرض الصفقة على السلطة وعلى حماس؟!
بعض التسريبات تقول إن أميركا ستفرض عقوبات على حماس، وستضعها في قائمة الإرهاب، إن عارضت صفقة ترامب؟! وحماس تقول للعرابين العرب ليس لدينا ما نخسره. نحن موجودون على قائمة الإرهاب الأميركية والسعودية والإماراتية والإسرائيلية، وهذا يزيدنا قوة، ويعطينا علامات جيدة على صدق موقفنا، فهؤلاء لن يعادونا إلا إذا كنا صادقين في جهادنا، ولو كنا منحرفين، نتبعهم ونخدمهم بدراهمهم ما عادونا؟! . فلله الحمد والشكر، أن جعلنا خدما لدينه فقط.
ويقال في التسريبات الأخيرة إن الصفقة تفرض على حماس تسليم أسلحتها إلى مصر، بحيث تكون غزة منزوعة السلاح، ولا يوجد فيها إلا سلاح الشرطة؟! وهذا المطلب يدلّ على جهل الإدارة الأميركية بالفلسطيني عامة وبحماس خاصة. فكيف لحماس أن تقبل بتسليم سلاحها الذي هو عقيدتها الدفاعية ؟! سلاح حماس وغزة بشكل عام قضية دينية ووطنية لا تخضع لنقاش أبدا، وغزة تجاوزت هذه المرحلة منذ فترة طويلة، ولقد تجاوزتها بالدم والشهداء والبيوت المدمرة، ومن كانت هذه حال أسلحته فهو لا يُسلّم عرضه لمجرمين وقتلة .
إن هاتين القضيتين تكشفان لا عن جهل أميركي فحسب، وإنما تكشفان أيضا عن سياسة أميركة ملغّمة، تحاول أن تزرع الفتنة بين مكونات الشعب الفلسطيني، ومؤتمر البحرين هو نوع من هذه الفتنة التي تزرعها( أميركا وإسرائيل) من خلال بريق المال والذهب والمشاريع الاقتصادية.
حماس في بياناتها أكدت أنها لن تكون جزءا من صفقة القرن، وأنها ستقاوم كل المحاولات المشبوهة لفرض هذه الصفقة على الفلسطينيين، وأكدت أيضا أن سلاح المقاومة هو سلاح للتحرير، وللدفاع عن النفس، وأن هذه الأسلحة لن تضع أوزارها إلا بعد التحرير، حتى وإن قامت دولة فلسطينية في الضفة وغزة، فالسلاح هو السلاح قل أو كثر حتى يصل الفلسطينيون إلى غاياتهم التي من أجلها حملوا السلاح. وحين تتخلى دولة الاحتلال عن أسلحتها وتسلمها لدولة أخرى عندها ستناقش حماس الموضوع. إن سلاح العدو النووي هو ما يهدد المنطقة والعالم، وهو ما يجب نزعه منها، حتى لا تدخل المنطقة سباقا نوويا، هو قادم لا محالة، في ظل غياب العدالة العالمية.