تاريخ تدخلات الأنظمة
تذهب بعض تحليلات التاريخ الماضي إلى أن الأنظمة العربية في حينه كانت سببا في فشل إضراب 1936م، من خلال الضغوط التي مارستها على القيادات الفلسطينية لوقف الإضراب مقابل وعود بريطانية لم تنفذ. وتقول التحليلات أيضا إن الأنظمة العربية التي شاركت
جيوشها في حرب 1948م ساهمت في النكبة الفلسطينية وفي الهجرة، حيث عملت هذه الجيوش خلافا رأي القيادة الفلسطينية التي كانت تنادي بعدم تدخل الجيوش العربية، والاكتفاء بتسليح الفلسطينيين ومساعداتهم، فسمحت بتدخلات أجنبية.
وتذهب التحليلات أيضا إلى أن الوصايا العربية على غزة والضفة الغربية، أسهمت في استبقاء النكبة، وإعطاء فرصة جيدة لإسرائيل لكي تطور نفسها في ظل هدنة مجحفة، ومن ثمة منعت الأنظمة العربية المقاومة الفلسطينية من العمل واعتقلت قادتها بحجة المحافظة على الهدنة.
وتذهب التحليلات أيضا إلى أن الأنظمة العربية تدخلات في شئون المقاومة الفلسطينية بعد هزيمة 1967م، وتقاسمت فصائل المقاومة، فهذا الفصيل تحركه العراق، وذاك تحركه سوريا، وثالث تحركه مصر والمملكة، وتؤكد هذه التحليلات على أن من قتل من الفدائيين والفلسطينيين على أيدي الأنظمة العربية كان أكثر مما قتلتهم (إسرائيل) في حروبها معهم.
هذا التاريخ المنصرم بخيره وشرّه أسهم بتفاقم الحالة السلبية للقضية الفلسطينية، حتى باتت القضية تجارة رخيصة لأنظمة عربية، تستفيد منها في حماية مصالحها الخاصة على حساب أهل فلسطين. وترى أن مؤتمر البحرين في نهاية حزيران القادم هو من هذا النوع من التدخل العربي السلبي في الشأن الفلسطيني، ومن هذه التجارة الرخيصة.،
بالأمس استنكرت الأنظمة العربية نقل السفارة الأميركية للقدس، لأن النقل يعني موافقة أميركا على ضم (إسرائيل ) للقدس، وأكدت هذا الاستنكار جامعة الدول العربية، ومع ذلك تتسابق دول عربية معروفة على حضور مؤتمر البحرين الذي تقوده أميركا لنشر صفقة القرن، والاستعانة بالمال العربي لتمويل الصفقة، وتمارس الآن ضغوطا على السلطة لحضور المؤتمر، وتغريها بأموال محتملة، وازدهار مرتبط برضا إسرائيل وأميركا. وكأن ما حدث في القدس شيء انتهى، ومات.