فلسطين أون لاين

ساحات الأقصى في رمضان.. فرصة لتلاحم الوافدين مع المقدسيين

...
صورة أرشيفية
قلقيلية/ مصطفى صبري:

مشاهد فريدة تتصدر ساحات المسجد الأقصى المبارك مع إطلالة شهر رمضان المبارك من كل عام، حينما تلتحم جموع الوافدين من أنحاء الضفة الغربية وأراضي الـ48 مع أشقائهم المقدسيين، في مشهد يغيظ سلطات الاحتلال ومستوطنيها.

عشرات الآلاف من المواطنين قادمين من مدن الضفة الغربية والداخل المحتل يفدون في شهر الصيام إلى المدينة المقدسة، وتتضاعف أعدادهم في أيام الجمع.

في شوارع البلدة القديمة والمناطق المحيطة وداخل المسجد الأقصى تلتحم هذه الجموع مع أهالي القدس من تجار ومواطنين، في صورة تغيظ الاحتلال الذي يعمل على عزل القدس والمقدسيين طوال العام.

مداخل البلدة القديمة خصوصا من باب الساهرة وباب العامود عبر طريق الواد شريان البلدة القديمة، تشير إلى هذه اللحمة، وجنود الاحتلال يرقبون هذه السيول البشرية من خلال منصاتهم الأمنية.

ويقول المواطن محمود جبريل (72 عامًا) من مدينة قلقيلية: "بالرغم من كبر سني فأنا لا أستطيع دخول القدس إلا في شهر رمضان بسبب المنع الأمني بحجة أنني والد أسير محرر مبعد".

وأضاف: "لدي أصدقاء تجار في القدس تعرفت عليهم الأعوام السابقة، وعند اللقاء بهم نسرد ذكريات عامل كامل".

ويقول إنه من خلال سردهم للأحداث يشعر المستمع بضيق من شدة ما يطبق على المقدسيين من إجراءات احتلالية تهدف إلى اقتلاعهم من مدينتهم.

أما الوافد عمار زايد (55 عامًا) من مدينة طولكرم فيقول: "خلال وجودي في القدس أذهب بعد الصلاة في المسجد الأقصى إلى تجار مقدسيين تعرفت عليهم منذ سنوات، نتناول الإفطار ونتبادل الحديث، فالعلاقة التي بيننا قوية جدًا، ولها امتدادات من خلال الاتصالات الهاتفية".

ويرى الوافد المحرر علي حنون (45 عاما) من سكان البيرة قرب رام الله، في يوم الجمعة في رمضان فرصة لزيارة أصدقاء قضى معهم سنوات في سجون الاحتلال.

ويقول حنون: "يكون الإفطار الجماعي معهم، وتكون الفرحة عارمة، فساحات المسجد الأقصى تجمع الكل الفلسطيني وتذوب كل التقسيمات الإدارية والجغرافية ويصبح أبناء الضفة والقدس جسم واحد، وهذا في وجهة نظري تحد من قبل الفلسطينيين لكل مخططات الاحتلال في عزل القدس".

ويشير المقدسي عزيز مرمش (47 عامًا) إلى أن مدينة القدس في شهر رمضان تعود إلى حضنها ومحيطها التي عزلت عنه بفعل الجدار الفاصل والإجراءات الاحتلالية، وتدب الحياة في قلب البلدة القديمة.

ويضيف أن قصص الوافدين لا تخلو من سرد تفاصيل مشاق الرحلة منذ اللحظة الأولى في الساعات الباكرة من اليوم حتى العودة عند منتصف الليل، وهذا إرهاق ولكن في سبيل زيارة مدينة القدس والصلاة في المسجد الاقصى، ووجود هذا الكم الكبير من البشر، يتعزز وجودنا كمقدسيين في مدينتنا".

إغراءات فاشلة

أما صاحب مطعم البراق عبدالله غيث (65 عامًا) فيقول: "مطعمي يقع في موقع حساس بالقرب من بوابة البراق القريب من باب السلسلة، وقد تعرضت أنا وعائلتي إلى ضغوط كي نتخلى عن المطعم مقابل المبلغ الذي نريد".

وتابع: "لذلك أوقفنا المطعم وقفا ذريا حتى لا يستطيع أحد في المستقبل بيعه".

وينبه إلى أنه مع قدوم شهر رمضان تدب الحياة في المطعم من قبل الوافدين من أهلنا في الضفة الغربية، في حين أن المطعم الذي يجاورني ويستولي عليه تاجر يهودي يكون فارغًا، مضيفًا أننا "نتباهى بداخلنا بهذه الحياة التي تصيب مطعمنا في شهر رمضان".

ويؤكد غيث أن "هذه الجموع تزيد من تشبثنا وتمسكنا بكل ذرة في المكان، وهذا الأمر يجعل جمعيات المستوطنين تعيش في حيرة وغضب، فهم يعرضون علينا مبالغ مالية لا يتصورها عقل، لأن موقع المطعم يتصل مع ساحة البراق، لذا كل تركيزهم عليه".