أكد مستشار الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، بسام أبو شريف، أن السلطة الفلسطينية مدعوّة لتنفيذ "خطوات عملية صادقة" برفضها للمشروع الأمريكي الجديد في المنطقة والمسمى "صفقة القرن".
وقال أبو شريف لصحيفة "فلسطين"، أمس: "على السلطة ألا ترفض المشروع الأمريكي لفظًا فقط، ولكن عليها أن تحرك جماهير شعبنا بشكل واسع ومستمر دون توقف في ساحات الوطن جميعها".
وأضاف: "إذا كان رئيس السلطة محمود عباس اتخذ قرارًا سليمًا برفض الصفقة والمشروع الأمريكي وما يطرحه دونالد ترامب، يبقى هذا القرار والموقف ضعيفًا، وبلا قيمة، طالما لم يسند بتحرك شعبي واسع في كل الميادين".
ورأى أنَّ قدرة شعبنا لإلحاق الهزيمة بالمشروع الأمريكي "قدرة هائلة"، مستدركا "لكن للأسف لا تتحرك قيادة السلطة بهذا الاتجاه .. إن كانت على مستوى المسؤولية فعليها أن تبدأ بالتحرك الشعبي المتواصل ضد الاحتلال والمشروع الأمريكي".
وأكد أبو شريف أنَّ "العمل السياسي وارتداء ممثليه الملابس الرسمية وربطات العنق، وتحدثهم بشكل مُهذب، لا يمكن أن يُحصل منه شيئا، طالما بقي يغرد وحيدًا دون دفة الشعب"، جازما في ذات الوقت، أن دحر المشروع الأمريكي وهزيمته سهلٌ في حالة تحرك الشعب الفلسطيني.
ونبه إلى أنَّ شعبنا لديه تصورات حقيقية بأن أي حراك منظم أو عفوي ستقمعه السلطة بدلا من أن تسانده، مذكرا الأخيرة بأن الانتفاضة الأولى قامت ولم تكن السلطة موجودة، ولم يكن هناك مرتبات وأموال، واستطاع شعبنا خلالها أن يحطم كافة المؤامرات على قضيته.
ودعا أبو شريف السلطة والفصائل الفلسطينية إلى الوقوف على الأرض المشتركة التي تجمع الجميع لمقاومة هذا المشروع الأمريكي الخطير الذي يريد أن يُصفي القضية الفلسطينية.
وقال: إنَّ الورشة المزمع عقدها في البحرين الشهر القادم، لا تخرج عن كونها محاولة لشراء الحق الفلسطيني بالمال -وهو صلب المؤامرة- مضيفًا: "الإدارة الاميركية وتل أبيب والدور العربي المتساوق مع مشروع تصفية قضية فلسطين يعتقدون أنّ ضخ الأموال للاستثمار في فلسطين، سوف يلاقي قبولا لدى شعبنا لكن هيهات لهم".
وأكدّ أن المشروع الأمريكي للحل في كل اتجاهاته وحيثياته لا يخدم سوى المصلحة الإسرائيلية ولا يأخذ بعين الاعتبار الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، مشيرًا إلى أنَّ "ترامب" ضرب بعرض الحائط القرارات الدولية والقانون الدولي والحقوق المشروعة للشعوب وعلى رأسها حق تقرير المصير.
ونبه إلى أنَّ المشروع الأمريكي بدأ عمليًا باعتباره القدس عاصمة موحدة للاحتلال، ودعم واشنطن لسيادة (إسرائيل) على مستوطنات الضفة والقدس، والسيطرة عليها، والموافقة على ضمها لكيانه.
وحذر مستشار الرئيس الراحل من أي مناقشة للأفكار الأمريكية المطروحة، أو المشاركة والقبول بما تقره المؤتمرات الدولية ذات الصلة كما حال مؤتمر "البحرين"، متابعا بالقول: "أي مناقشة من قبل أي مسؤول فلسطيني، لأفكار ترامب يمثل موافقة الفلسطينيين على ما هو مطروح، وبالتالي إلغاء كافة قرارات الأمم المتحدة".