غزة تمنع تشكيل حكومة جديدة في ( إسرائيل)؟!. هذا ما قاله المتوحش ليبرمان، صاحب المقاعد الخمسة في الكنيست.( ناجح على الحفة؟!) كما يقولون. ليبرمان يريد أن يقدم نفسه لجمهور اليمين المتطرف على أنه ( المُخلّص) لهم من عقدة غزة؟! نتنياهو والجمهور لا يصدّقون مزاعم ليبرمان الثرثار. فقد تم تجريبه في الحكومة السابقة عندما كان وزيرا للجيش، وفشل فشلا كبيرا، واستطاعت مقاومة غزة أن تتلاعب به وبمستقبله، لذا فقد ثلاثة مقاعد كنيست من حصته في الانتخابات الأخيرة.
غزة لا يخيفها متوحش، أو ثرثار، وإنما يخيفها الناعمون الحذرون، الذين يغطون جرائمهم بأقوال معسولة عن السلام والرفاهية. حزب العمل كان من يسار الوسط، ولم يستخدم تهديدات ليبرمان، ولكن جلّ مآسي الشعب الفلسطيني تسبب بها حزب العمل. غزة التي أسقطت حزب العمل، وحطمت مستقبله قادرة بإذن الله أن تحطم مستقبل ليبرمان وحزبه، وإذا كانت حماس عقبة أمام تشكيل حكومة نتنياهو الجديدة، فذلك لأن قدر غزة أن تكون شوكة في حلق الغزاة على مرّ التاريخ.
إذا كانت غزة تمنع تشكيل حكومة العدو الصهيوني، فإن غزة هي التي رفعت علم فلسطين في نهاية حفل اليورفيجن في تل أبيب على يد ممثلي أيسلندا؟! غزة ترفع علم فلسطين في تل أبيب رغم أنف ليبرمان، ورغم ما يسمونه عيد الاستقلال. غزة في المستوطنات كابوس في الليل والنهار. وغزة في القدس المحتلة أمل المقدسيين في الخلاص. غزة في كل مكان، لأن بركة الجهاد لا يحدها زمان ولا مكان، ولو فقهت سلطة رام الله غزة فهما وسطيا، وفهمت قيمة الجهاد وبركته ما وقفت تتسول حقوقها في أموال المقاصة، وتتلقى صفعات غرنبيلات وكحلون في موضوع الأسرى والشهداء.
الأمل المتبقي للمظلومين في العالم العربي، وفي فلسطين، يسكن غزة، أو قل جهاد شبابها الذي لا تخيفه آلة العدو العسكرية. ولا تخيفه تهديدات ليبرمان يهوذا الثرثار. إنه لفخر لغزة أن تمنع حكومة نتنياهو من التشكّل المريح، حتى وإن قصد هذا الثرثار فضح سياسة نتنياهو وتهديد غزة وحماس بحرب لا هوادة فيها. غزة لا تتمنى الحروب، ولا لقاء العدو، وتسأل الله العافية، وهذه سياستها الرسالية الدائمة، ولكن إن فرض العدو عليها الحرب، فإن الحروب معها تكون كما تكون النار مع الذهب، تزيده صلابة ونقاء، وتخلصه من شوائبه الضارة.