فلسطين أون لاين

التمور.. عروس مائدة الإفطار الرمضانية

...
غزة/ هدى الدلو:

تعمر موائد الصائمين في شهر رمضان بأصناف مختلفة ومتنوعة من الطعام، ورغم اختلاف هذه الموائد من بلد إلى آخر وفق العادات والتقاليد المعتادة القاسم المشترك الذي نراه يزين الموائد الرمضانية هو التمر، وتنشط تجارته في الأسواق بهذا الشهر.

وقالت خولة سعيد (28 عامًا): "اعتدت في بيت عائلتي منذ أن كنت صغيرة الإفطار على التمر، وكان والدي دائمًا يقول لي ولإخوتي: الإفطار على كوب ماء وحبتين من التمر لضمان رمضان صحي دون مشاكل في الجهاز الهضمي".

وأضافت: "اليوم أفعل مع أبنائي الشيء ذاته، أعودهم الإفطار على التمر، للفائدة، خاصة بعد صيام ساعات طويلة وحاجة الجسم إلى سكر طبيعي".

وأوضحت أم معاذ (33 عامًا) -وهي ربة بيت وأم لخمسة أبناء- أن التمر يتصدر قائمة المشتريات الرمضانية التي تدونها لزوجها في أول أيام رمضان، وتعمل على شراء الكمية التي تكفيها طيلة الشهر.

وأشارت إلى أنه رغم صعوبة الأوضاع الاقتصادية التي يحياها الغزيون هناك عادات وتقاليد ما زالوا يتمسكون بها، خاصة المرتبطة برمضان وأجواء استقباله.

وتابعت أم معاذ حديثها: "رغم ضعف الحركة التجارية في الأسواق في المدة الماضية شهر رمضان يفرض نفسه بقوة على الناس، فيغير من أنماط استهلاكهم، فالتمر -مثلًا- يتصدر قوائم الاستهلاك".

وترى هالة محمد أن الإسلام والأحاديث التي تحدثت عن التمور هي من شجعت الناس على تناوله، تسرد حديث الرسول (عليه الصلاة والسلام) عندما كان يقول: "يا عائشة، بيت لا تمر فيه جياع أهله".

ولفتت إلى أن بعض العائلات تعد التمر من الكماليات غير المهمة التي لا يؤثر غيابه عن السفرة لدى بعض الناس، فغيابه وحضوره سواء، في حين أن بعضًا لا يمكن أن يكسر صيامه إلا بتمر أو رطب.

وبضحكة خفيفة قال الشاب حامد: "أرسلني والدي لشراء نوع الزهدي من التمور، لكونه يحتوي على سكر قليل مقارنة بالأنواع الأخرى، لإصابته بمرض السكري، وليحافظ على ما تبقى من أسنانه".

يذكر أن هذا النوع من التمر يتميز بشكله البيضاوي، ونوعه الجاف، ولونه الأصفر المائل إلى البني، وصلب ولامع ومتجعد، وجاف الملمس وسهل الهضم، وهو من أكثر أصناف التمر المرغوبة لدى كبار السن.

وهناك أنواع كثيرة من التمور كالمجهول وغيره، وإفطار الصائم على التمر له فوائد كثيرة، منها أنه يقوي الكبد، والقلب، والدم، ويعالج حالات فقر الدم، لكونه يحتوي على نسبة عالية من المعادن السريعة الامتصاص، ويعوض جسم الصائم عن نقص السكر الذي يشعر به خلال مدة الصيام، ويمده بالطاقة والحيوية، ويقضي على تعب الصائم، لأنه يحتوي على عناصر غذائية وحيوية مهمة.