فلسطين أون لاين

الشاب حسن عايش يفتقد "لمّة عائلته" في اليونان

...
الشاب حسن عايش
غزة/ نور الدين صالح:

لم يعد الشاب حسن عايش (27 عاماً) يتقاسم لقمة الأكل مع شقيقه المحبب إلى قلبه أحمد، بعدما هاجر من قطاع غزة إلى دولة اليونان قبل بضعة أشهر، فبات وحيداً يفتقد "لمّة العيلة الحلوة" وأكلات أمه.

مع اقتراب موعد أذان المغرب يجلس عايش على "سفرة الأكل"، فيشرد بذاكرته بعيداً حتى تصل إلى مخيم جباليا في شمالي قطاع غزة، حيث تقطن عائلته، ثم ينظر إلى جوانبه، فيجد نفسه وحيداً، لا يتشارك "لُقمة طعامه" مع والديه وأشقائه.

"لحظات صعبة" كما يصفها عايش الذي يمضي رمضان هذا العام بعيداً عن أحضان عائلته لأول مرة، فيردد "مائدة إفطاري لوحدي لا تُقارن مع سفرة عائلتي".. فيشرد به الذهن وهو يستذكر "والدته" تحديدًا التي كانت تحضر صنوفًا مختلفة من الأطعمة.

ويحكي لمراسل "فلسطين"، "كنت أجلس بجانب إخواني على مائدة الطعام، نتقاسم الأكل مع بعضنا بعضا، وخاصة مع أخي الأصغر "أحمد" الذي كنا نتشارك مع بعضنا في إناء واحد".

ويُضيف "مائدة الإفطار في الغُربة تختلف كثيرًا عن الأعوام السابقة، فأنا الآن افتقر لكل اللمّات الحلوة وخاصة مع الأهل، وصلاة التراويح في المسجد".

ويفتقد عايش طعام والدته "الذي ليس له مثيل" وفق وصفه، على مائدة رمضان مثل "المفتول ومقلوبة الأرز مع الدجاج"، مشيراً إلى أنه يُقاطع اللحوم والدواجن مُطلقاً من اليونان لأنها لا تذبح على الطريقة الإسلامية.

كما يستحضر حين يجلس على مائدته في الغربة "وحيداً" نصائح الوالدين له ولإخوانه، عدا عن الاستغفار والتسبيح برفقتهم جميعاً.

أجواء مختلفة

وحين سأل مراسل "فلسطين" عن أجواء رمضان في دولة اليونان، كانت الإجابة صادمة فردّ "أنه لا أجواء لشهر رمضان مُطلقاً، فلا أحد يهتم لذلك".

ويقول إن "أجواء رمضان المبارك سيئة جداً في اليونان، حيث تختلف العادات والتقاليد والثقافة عن الدول العربية والدين الإسلامي".

ويضيف "نفتقر لأجواء هذا الشهر المبارك والعظيم في أوروبا، ونفتقد أيضاً الطاعات والعبادات الدينية"، لافتاً إلى أن اليونان دولة عنصرية فيما يتعلق بالديانة الإسلامية.

ويوضح أنه لا يوجد هناك مساجد للصلاة والعبادة وأداء صلاة التراويح كما في قطاع غزة والدول العربية والإسلامية، "وهو ما يُفقدنا حلاوة الاستمتاع بهذا الشهر الفضيل"، وفق قوله.

أما الأمر الآخر الذي كشف عنه هو أن "اليونان تمنع الأذان وإقامة الصلوات"، لذلك يضطر للاعتماد على تطبيق "صلاة المسلم" على الهاتف المحمول كي يتناول طعام الإفطار بعد صيام طويل يصل 17 ساعة.

وبحسب عايش، فإن أي مواطن في اليونان يتوجه للصلاة في المسجد يكون موضع الشك لدى الشرطة اليونانية، وقد يتعرض للتحقيق أو توجيه تُهمة معينة له.

ويأمل عايش العودة إلى قطاع غزة بين أحضان عائلته وأقاربه، من أجل قضاء شهر رمضان أجمل مليء بالطاعات والعبادات "فلا شيء يضاهي نعمة الوطن والأهل والأحباب"، حسب تعبيره.

ويُعرب عن أمله بالحصول على حياة كريمة مليئة بالاستقرار والأمان وأن تتوفر له فرصة عمل.

ويختم حديثه ببيت شعر للشاعر أحمد شوقي تعبيراً عن مدى ارتباطه وحبه بوطنه وأهله "بلادي وإن جارت علي عزيزة.. وأهلي وإن ضنوا علي كرام".