انتهى آفي ديختر رئيس الشاباك السابق، ورئيس لجنة الخارجية والأمن في الكنيست من ترميم بيته في عسقلان بعدما سقط في فنائه صاروخ فلسطيني في الجولة الأخيرة من القتال. المشكلة ليست في البيت ولا في الصاروخ، المشكلة أنه يهدد غزة بنكبة ثالثة وتهجير كما وقع قبل (71) عاما، وقبل (52) عاما، يقصد النكبة في عام 48والنكسة في عام 1967م؟!
في تصريح ديختر أمران يلفتان النظر، الأول : هو الاعتراف الصريح بالنكبة وبالتهجير، وبالمسئولية الصهيونية عن الجريمتين، وهو ما اعتادت حكومات الاحتلال على نفيه. والثانية: أنه يهدد بنكبة ثالثة، وتهجير ثالث، الأمر الذي يكشف عن استراتيجية دولة العدو وقادتها في التعامل مع الفلسطينيين. العدو يريد الأرض بلا سكان. العدو يعتمد القوة العسكرية في تحقيق استراتيجيته.
استراتيجية العدو تقوم أيضا على قاعدة تضخيم القوة العسكرية عند حماس، وتعظيم سلاح المقاومة، وتكثير الأخطار المستقبلية إذا لم تتحرك الحكومة لضرب هذا السلاح قبل تعاظم خطره، والمؤسف أن صوتا كصوت (علاوي) رئيس الكتلة العراقية يزعم أن لدى حماس صواريخ بالستية موجهة نحو الخليج؟! وبهذا يسير في فلك الدعاية الصهيونية.
وما أود قوله تعقيبا على تهديدات ديختر ومزاعمه أمران: الأول أن حماس لا تملك سلاحا هجوميا خطيرا، لا بالستي ولا خلافه، وما لديها هو سلاح للدفاع عن النفس ، جله من صناعتها المحلية، بينما تملك( إسرائيل) سلاحا نوويا، وصواريخ بالستية، وطائرات من مختلف الأنواع. فدولة العدو هي تهديد حقيقي وخطير لغزة ولسكانها الآمنين. بل هي تهديد للخليج والمنطقة.
والثاني: أقول فيها لديختر إنه لا نكبة ثالثة بإذن الله، ولا هجرة ثالثة، فقد تجاوز الفلسطينيون النكبتين، والهجرتين، بعد أن أخذوا يعتمدون على انفسهم ويتوكلون على ربهم، وهم أقرب ما يكون إلى العودة إلى ديارهم في يافا وحيفا وصفد والقدس، وقد أعدوا أنفسهم لذلك اليوم القريب، وعلى المحتلين مغادرة بلادنا فلسطين إلى مواطنهم التي جاؤوا منها غزاة معتدين، ومهاجرين مغتصبين. غزة بإذن الله ستحبط أحلام( ديختر وإسرائيل ) كما أحبطت من قبل أحلام الإسكندر المقدوني، وغيرهم من الغزاة. لا هجرة بعد النكبة والنكسة، ولكن ثبات في الأرض، واحتضان للوطن.