اعتدت أجهزة أمن السلطة على القيادي في حركة المقاومة الإسلامية حماس، كريم عياد، بعد اعتراض مركبته في كمين عسكري قرب منطقة باب الزقاق وسط مدينة بيت لحم جنوبي الضفة الغربية المحتلة، واعتدت على أفراد عائلته بصورة همجية قبل اختطافها نجله بلال.
وأظهر مقطع فيديو تداوله نشطاء عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، مساء الخميس، لحظة الاعتداء على مركبة عياد وأبنائه، وإطلاق النار في الهواء، وسط مشادة كلامية وصلت لعراك بالأيدي بين عناصر أمن السلطة وعائلة عياد.
وسُمع في خلفية الفيديو، مشادة كلامية للقيادي عياد مخاطبًا القوة: "احنا مش جواسيس، الاحتلال ما عمل معنا هيك، عيب عليكم، احنا مش سارقين ولا جواسيس علشان تقطعوا طريقنا بهذا الشكل الهمجي".
وقال نجل القيادي محمود عياد، إن قوة من الأمن الوقائي اختطفت أخي بلال، عقب الاعتداء علينا بالضرب وتوجيه السلاح نحونا، واطلاق النار في الهواء، وأفرجت عنه مساء الجمعة.
وأضاف عياد: "نستهجن في عائلة عياد قيام الأمن الوقائي بهذا التصرف القذر في شهر رمضان، وفي ظل الوضع الصعب الذي يعيشه شعبنا، لقد كان الأولى تصديهم لاقتحامات جيش الاحتلال والمستوطنين بدلا من اعتقال أبناء شعبهم".
وتابع: "أطالب بالحق العشائري من الذين رفعوا السلاح علينا، وإلّا فإن يد الحقّ تعرف كيف تكسر من تعمّدها بباطل".
ونظمت العائلة وقفة احتجاجية قرب مدخل مخيم الدهيشة، احتجاجًا على اختطاف نجلها، ورفضًا لسياسة الاعتقال السياسي الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة بحق المواطنين.
وبلال عياد (29 عامًا) من مخيم الدهيشة جنوب شرقي بيت لحم، أسير محرر، أمضى عدة سنوات في سجون الاحتلال.
التنسيق الأمني
وأكد المحلل السياسي ياسين عز الدين، أن السلطة الفلسطينية لا تراعي الظروف التي يعاني منها شعبنا، معللًا بالقول: "لأنها ليست ضمن أولوياتها، حيث إن أولوية السلطة الحفاظ على نفسها، وتعتبر أن علاقتها الحسنة مع الاحتلال هي البوابة الوحيدة للحفاظ على نفسها".
وأرجع عز الدين خلال حديثه لصحيفة "فلسطين" أسباب حملات الاعتقال السياسي التي تشنها السلطة: إما استجابة لطلبات من الاحتلال الإسرائيلي، أو ضمن حملات "جز العشب"، بمعنى استهداف البؤر والأشخاص المحسوبين على المقاومة بين الحين والآخر.
وأوضح أن حملة الاعتقالات الأخيرة ضد نشطاء حماس والجهاد الإسلامي تأتي ضمن السياق الطبيعي؛ لإخافة أنصار المقاومة وتحجيم دور حماس في الضفة الغربية.
وتابعت: "ما دامت السلطة الفلسطينية موجودة فإن التنسيق الأمني مستمر مع الاحتلال؛ لأن وجودها مرتبط بهذا الشيء".
وحول كيفية تصدي الفلسطينيين لهذه السياسة شعبيا، قال عز الدين: "يجب أن يصل الفلسطينيون لقناعة شعبية بضرورة التصدي للاعتقال السياسي، لكن مشكلة المجتمع أنه مقتنع بأن الاعتقال السياسي أمر واقع ولا سبيل لوقفه، عندما تتغير هذه القناعات فوقتها ممكن أن يتصدى الناس للسلطة وممارساتها".