من باب التنويع نريد أن ننبه إلى أن النشويات والسكريات تحمل تقريبًا القيمة الغذائية نفسها، وهنا تأتي النصيحة في الموازنة بين تناول الأطعمة المحتوية على هذه المكونات، فإذا كان لابد من تناول كميات أكثر من الخبز أو الأرز في أثناء الإفطار فقد يكون من الأفضل تجنب الحلويات والفطائر المحلاة بالسكر في ذلك اليوم، أو على الأقل عدم الإفراط، وبدلًا منها تكون التحلية بالفواكه أسلم.
وبمثال آخر، إذا لم يحتوِ طعام الإفطار على كميات كبيرة من النشويات؛ فإن تناول بعض الحلوى قد لا يكون فيه المستوى نفسه من المضرة.
أما فيما يخص شرب السوائل على وجبة الإفطار فإننا سنذكر هنا على عجالة بعض الأمور المهمة في هذا السياق، مع الإشارة إلى أننا سنتناول موضوع حاجة الجسم للماء بوجه عام في حلقة خاصة.
لما كانت الحاجة إلى شرب السوائل عند الإفطار في أعلى درجاتها؛ فإنه ينصح بتناول الماء على وجه الخصوص بكميات وفيرة في أثناء وجبة الإفطار، وتناول السوائل والعصائر المحلاة التي يكثر شربها في رمضان لا بأس فيه، خاصة أنه يمد الجسم بالطاقة سريعًا بما تحتويه من سكر وفواكه، ولكن الإكثار منها لا ينصح به، لعدم وجود فائدة من تزويد الجسم بكميات كبيرة من السكر الإضافي، وليس هذا فحسب، ولكن تناول هذه المشروبات وما فيها من مصادر طاقة قد يعطي إحساسًا مبكرًا بالاكتفاء من السوائل، وهذا الإحساس قد يمنع تناول كمية أخرى من الماء.
وأيضًا يساعد شرب الماء مع وجبة الإفطار على الإحساس بالشبع، وبذلك يساهم في عدم الإفراط في تناول الطعام بلا ضرورة.
وهناك من يظن أن الإكثار من الماء يؤدي إلى التخمة وامتلاء المعدة والتعب بعد الإفطار، والصحيح هنا أن الماء بريء من ذلك، حتى لو زادت كميته بالمعقول في حدود اللتر، مثلًا؛
والسبب الأساسي في الشعور بالتخمة يكون من تناول كميات كبيرة من الطعام، خاصة ما يحتوي على النشويات.
بل بالعكس إن حجم الماء الذي ينصح به مع الطعام لا يقل عن حجم الطعام المتناول، أي حتى إذا كثر الطعام عن المعتاد فقد تكون حاجتنا إلى الاستزادة من الماء أوجب.
الأولى باتباع ما سبق من نصائح بدرجة أعلى من الالتزام والحرص الفئات التالية:
أولًا: المرضى وضعاف الجسد من كبار السن، لما ما قد ينجم عن مخالفة تلك النصائح من اضطرابات قد تكون نتائجها عكسية، مخالفة لروح الصيام.
ثانيًا: من يريدون أن يتمتعوا بالعبادات وهم في أعلى درجات التركيز والراحة بعد الإفطار.
ثالثًا: الناس المعنيون بالمحافظة على أوزانهم باتباع نظام غذائي لا يتعارض مع حاجة الجسم من مكونات غذائية متعددة أو كاملة على الإفطار.
وإذا أردنا أن نجمل ما ذكرناه من نصائح وفوائد تتبع على وجبة الإفطار:
- فإن المعنى الأول هو عدم الإكثار من النشويات، هذا المكون الغذائي المهم الذي يعد أساس النظام التغذوي ومصدر الطاقة الأول في الغذاء، والنشويات هي التي تشعر بالاكتفاء أو الشبع، ولكنها هي المكون الغذائي الذي يساء التعاطي معه بتناوله بكميات تفوق الحاجة.
- ضرورة التنويع في محتويات وجبة الإفطار فتحتوي على فواكه وخضار، أو ما هو متاح من الفواكه المجففة.
-شرب الماء ضروري من غير تحفظ، مع التقليل من السوائل المحلاة بالسكر.
- ينصح بالأكل ببطء ما أمكن.
في النهاية
إن جملة النصائح والإرشادات بخصوص وجبة الإفطار يقصد منها فقط منع الضرر، بتجنب الإفراط، ولا يقصد فيها البتة تضييع فرحة الإفطار، وتفيد الصائمين الذين هم بحاجة إلى إرضاء الذات ومكافأتها على طول الثبات في أثناء نهار رمضان، بالعكس هناك دائمًا متسع للخروج جزئيًّا عن القواعد بشرط الموازنة والتكيف بناء على المعلومات والنصائح التي ذكرت.