قائمة الموقع

​فطور الصياد منير وسحوره بعيدًا عن عائلته من أجل لقمة عيشٍ

2019-05-12T11:13:10+03:00

"من أجمل اللحظات التي أنتظرها بصبر نافد من العام إلى العام شهر رمضان المبارك، لأستمتع بمهنتي في صيد الأسماك، وخوض غمار البحر، وبعد أذان العصر أسلك طريقي بمركبتي الصغيرة غربًا إلى أن أنتصف البحر، فأرمي شبكتي في الماء مرسلًا معها الدعوات بأن يمن الله علي برزق وفير أستطيع به تلبية احتياجات ومتطلبات أبنائي، وأجلس في مركبتي متأملًا عظمة الله في غروب الشمس وتلاطم الأمواج، وأنتظرها لتختفي لأعلن انتهاء صيامي لهذا اليوم بسفرة بسيطة من بعض المعلبات والفواكه" بهذه الكلمات بدأ الصياد عمر منير (51 عامًا) من مدينة غزة حديثه إلى صحيفة "فلسطين".

وأكمل حديثه: "يصادف شهر رمضان المبارك هذا العام موسم السردين، وهو موسم ينتظره الصيادين بصبر نافد، فنخرج من بيوتنا عصرًا، وفي جعبتنا الماء وبعض المعلبات والعصائر والفاكهة، إلى جانب أدوات الصيد ومستلزماته، ولا نعود إلا في اليوم الثاني صباحًا".

وأوضح منير أن هذه اللحظات قد توصف بالجميلة لكنه يتمنى أن يشارك عائلته في الجلوس على مائدة الإفطار والسحور، ويذكرهم بدعاء: "اللهم لك صمت وعلى رزقك أفطرت ..."، ولكن لقمة العيش صعبة، ومغمسة بالتراب.

وأضاف: "لكن الجميل في الأمر أني بصحبة الصيادين رفاقي نتجمع على مائدة الإفطار أو السحور كالعائلة الواحدة، ونضع سفرة جديدة لكل وجبة، وفي بعض الأحيان أصطحب عائلتي إلى شاطئ البحر لتفطر على نسمات الهواء الباردة، وليس أجمل من أن أعود إلى البيت بأكلة سمك، فهو طعامهم المفضل في شهر رمضان".

وأشار منير إلى أن الصيد في رمضان يختلف عن باقي شهور العام على صعيدين: الأول أنه يعده ملجأ للهروب من الضغوط اليومية، والتمتع بلحظات هدوء بعيدًا عن صخب الحياة، والثاني أنه في هذا الشهر تكثر الخيرات والبركات، رغم الحصار المفروض عليهم في البحر.

ولفت إلى أن شهر رمضان من أفضل شهور العام من وجهة نظره، لكونه يكثر فيه الخير، ففي الأيام العادية لو كان يصطاد 4 كيلوجرام من الأسماك فإنه في رمضان يمكن أن يصطاد ضعفي الكمية.

وبسبب طبيعة عمل منير في رمضان يضطر إلى قضاء زياراته لصلة رحمه في ساعات الظهيرة، وفي بعض الأيام التي لا يذهب فيها إلى الصيد يقيم الولائم لأخواته وبناته.

اخبار ذات صلة