لا تنفيذ للتفاهمات. العدو يتلكأ. والفصائل تهدد. (وإسرائيل ) تتوعد. والراعي المصري يعِد بما لا يملك. وقطر تنتظر الإذن بإدخال المال. والشعب يتألم . وكما يقولون :(العصفور بتفلى والصياد بتقلى). ولا أحد يعلم متى تنتهي لعبة الصياد مع العصفور، أو لعبة القط مع الكائن الآخر؟!
هذه هي خلاصة الحالة السياسية داخل غزة والمنطقة.
العدو يزعم أنه متمسك بالتفاهمات الأخيرة، وأنه يعمل على تنفيذها تدريجيا في التوقيت المحدد، ولكن حماس لم تلتزم بتعهداتها، وما زالت حماس والجهاد تعملان على تطوير صاروخ بدر 3. وهذا يهدد أمن (إسرائيل)، ويهدد التفاهمات.
الراعي المصري، جهاز المخابرات العامة في حركة مكوكية بين غزة وتل أبيب. الراعي ينقل رسائل ويطالب بالصبر، ويراقب الأوضاع، ويوم يمرّ وأسبوع يمرّ ولا داعي للعجلة لأنها من الشيطان، والشيطان في حركة تنفيذ التفاهمات ابتداءً ، والأسبوع القادم يعود الوفد إلى غزة، والأموال القطرية لم تحصل على إذن المرور، والسفير العمادي تأخر لأن قريبه مريض؟!، وهكذا تقدم شركة إنتاج المخدرات، وإبر البنج، منتجاتها لغزة في شهر رمضان ؟!
مع المخدرات، والبنج، ترفع دولة العدو عصا الحرب الموسعة، فيزعم بعض قادتهم أنها قادمة لا محالة، ويقول آخر إنها بعد أسبوعين، ويقول ثالث إنها في تموز، ويقول رابع إنها بعد الإعلان الرسمي عن صفقة القرن؟! وهكذا تعيش غزة في دوامة الزمان، ودوامة الأمل الغائب، ودوامة ضغط الأطراف الثلاثة. وتكاد غزة تفقد بوصلة المعالجة المالية فتذهب فصائلها نحو التهديد، وعينها على تنفيذ التفاهمات، ودولة العدو تملك تقدير موقف بشكل خاص لأنها الفاعل الأقوى بين جميع الأطراف، وهي تسعى لابتزاز الفصائل، وضرب ثقة الشعب بها، وإضعافها على مائدة التفاهمات.
لا يوجد شيء خارج التخطيط الإسرائيلي. الورقة والقلم بيد العدو، والألوان المصرية والقطرية للزينة، وعلى حماس والفصائل الانتظار، لحين انتهاء الرسومات وعرضها على الخبراء. التنفيذ يكون بعد خروج النتيجة بنجاح كامل، أو مقنع بحسب حسابات العدو. لذا ما كان للفصائل أن تثق بوعود العدو، أو بضمانات الرعاة، وعليها أن تثق فقط في قدرتها الذاتية على مواصلة القتال وقلب طاولة الشرك والشركاء. لا شيء يمكن أخذه من العدو بغير القوة، وقديما قهرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوة الحق، وقوة الجهاد.