تتعدد أشكال المقاومة ضد الاحتلال الذي يحاول تسخير الوسائل كـافة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني، تارة بالصاروخ والبندقية وتارة أخرى بالقلم، ومع تطور وسائل الإعلام توجه الفلسطينيون للدفاع عن حقوقهم وإبراز معاناتهم جراء الاحتلال الإسرائيلي عبر وسائل الإعلام الاجتماعي.
وتشكلت مجموعات وفرق شبابية عدة تحاول ضحد وجه نظر الاحتلال، وإيضاح الصورة الحقيقية للعالم، ووضع الجلاد والضحية كل واحد في مكانه المناسب، ومن ضمن هذه المجموعات فريق "الهبد" الإلكتروني.
وبحسب معجم المعاني فإن مصطلح "هبد" يعني ضربه بقوة شديدة، في حين يُقصد بالمصطلح هو التصدي وتفنيد الروايات الكاذبة.
ويجمع الفريق مجموعة من الناشطين المثقفين من داخل فلسطين وخارجها، يحاولون من خلال أجهزة حواسيبهم وجوالاتهم الشخصية عكس الصورة الحقيقية لما يتعرض له ويعانيه الشعب الفلسطيني، وتفنيد رواية الاحتلال المضللة الذي يحاول لعب دور الضحية كما يقول محمود نشوان عضو الفريق.
وأكد نشوان في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن الفريق منذ أكثر من شهرين ومجموع الشباب يزداد كل يوم ويزداد عدد المؤمنين في الفكرة، ما زاد عدد المشاركين في التعليق على المنشورات المضللة، وإيصال الصورة الحقيقية.
وأوضح أن هناك مجموعة متخصصة في الفريق تتابع جميع المنشورات التي تخص القضية الفلسطينية وهو من يرصد ما يتم التعليق عليه و"هبده"، من خلال إظهار الروايات الصحيحة، وتعزيز الصفحات العالمية التي تساند القضية، والصفحات المحلية التي تضرّ بالقضية دون قصد.
ومن جانبها قالت عضو الفريق إيمان محمد، إن من بين الصفحات التي قاموا "بهبدها" محليًا وعالميًا، صفحة مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط "نيكولاي ميلادينوف"، الذي كان يطالب بوقف إطلاق الصواريخ من غزة، وصفحة رئيس البرازيل وابنه، وإيفانكا بنت الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
بالإضافة إلى صفحة الموظف في وزارة خارجية الاحتلال نفتالي حنانيا، وهو يعد من أكبر مصدري الروايات المكذوبة ما دفعه لحذف منشورين كاذبين، وصفحة حفل اليوروفيجن، وقد نجح الفريق في دفع الكثيرين لإلغاء حجوزاتهم وعدم الذهاب لحضور الحفل.
وتابعت إيمان: "هاجمنا أيضًا صفحة جوجل، التي وضعت العلم الإسرائيلي محتفلة "بذكرى قيام دولة الاحتلال"، ونجح الفريق خلال ساعة واحدة بإجبارهم على إزالة العلم ومن الصفحات التي تصدى لها الفريق، صفحة مندوب الاحتلال في الأمم المتحدة داني دانون، وصفحة قناة فوكس نيوز الأميركية، وصحيفة يديعوت أحرونوت العبرية وعدد من وكالات الأنباء.
وأوضحت إيمان أن فريقها لم يكتفِ فقط بتفنيد روايات نُشرت، لكنهم بادروا بنشر رسالة لوالدة الشهيد الصحفي ياسر مرتجى، على صفحة المغنية العالمية مادونا تطالبها بعدم الذهاب لحفل اليوروفيجين المزمع عقده في الأراضي المحتلة.
وتابعت: "توجهنا أيضًا لصفحة المغني والموزع الموسيقى دانيال دارت الذي تزامن وجوده في غزة مع العدوان؛ فخرج وكتب منشورًا يعبر فيه عن تضامنه مع أهل القطاع، وصفحة الأمير هاري لتهنئته بمولوده الجديد ونتمنى ألّا يعيش تحت صواريخ العدوان الإسرائيلي كما أطفال غزة".
وبيّنت الناشطة أن الفريق يعمل على مدار الساعة للتجهيز ليوم ذكرى نكبة فلسطين في الـ 15 من مايو، الذي يسعون فيه لإيصال صوت الفلسطينيين للعالم، والمعاناة التي يعيشونها خلال 71 عاما مضت.
وشددت على أن فريقها سيبقى مستمرا ما دام الاحتلال يواصل تصدير رواياته الكاذبة، واصفةً فريقها "الهبد فكرة .. والفكرة لا تموت".