فلسطين أون لاين

​تقرير صحيفة "مكة" وتصريحات "أبو سيف" .. ألسنة الشيطان تَسلِق صمود غزة

...
صورة أرشيفية
غزة / حازم الحلو:

مع جلاء غبار العدوان على قطاع غزة، خرجت أصوات نشاز - عربية وفلسطينية - تطعن في المقاومة وتصفها بـ"الإرهاب" و"الأصولية"، الأمر الذي واجه استنكارا شديدا من قبل الفلسطينيين، وعدّوه محاولة لرد اعتبار الاحتلال الذي اعترف بالعجز أمام مقاومة غزة.

وكانت صحيفة الكترونية سعودية قد نشرت قبل يومين قائمة لما زعمت أنها لـ "40 إرهابيا" حول العالم، ومن بينهم قادة من حركة حماس كمؤسس الحركة الشيخ الشهيد أحمد ياسين، وزعيمها الأسبق الشهيد عبد العزيز الرنتيسي، ورئيس مكتبها السياسي إسماعيل هنية وعدد من قياداتها البارزين عسكريا وسياسيا.

كما تزامن ذلك مع تصريحات أدلى بها القيادي في حركة فتح ووزير الثقافة في حكومة رام الله عاطف أبو سيف في مقابلة مع صحيفة ألمانية، قال فيها إن "غزة قد تكون المكان الأوسخ والأسوأ في العالم"، مضيفا أنها "مكان يحكمه الأصوليون" في إشارة منه إلى حركة حماس.

وأكد محللان سياسيان أن الهجمات الإعلامية ضد قطاع غزة تهدف أساسا لضرب الصمود الذي حققه القطاع المحاصر خلال جولة العدوان الأخيرة عليه الأسبوع الماضي، مشيرين إلى أن الأيام القادمة قد تشهد حملات أخرى تهدف للنيل من المقاومة في غزة.

وأشار المحلل السياسي مصطفى الصواف، إلى أن قطاع غزة استطاع أن يعبر عن قوة صموده وبسالة مقاومته بشكل واضح خلال جولة العدوان الأخيرة، مؤكدا أن هذا الصمود لم يَرُق لمعسكر التسوية الذي يود لو أن الاحتلال تمكن من سحق غزة ومقاومتها.

وذكر الصواف لصحيفة "فلسطين"، أن شيطنة حركة حماس والمقاومة في غزة تهدف أيضا لتمهيد تمرير "صفقة القرن" المزمع الإعلان عنها قريبًا، لافتًا إلى أن خلق عدو مفترض للقضية الفلسطينية كحركة حماس سيخدم المساعي الحثيثة لجعل التطبيع مع الاحتلال سلوكا مقبولا عند العرب والمسلمين.

وأوضح أن هذا الحديث الشيطاني لن يضر قطاع غزة على المدى المنظور بشكل عملي، بل سيرفع الستار عن الذين يتبنونه ويريدون بيان أن قطاع غزة هو شوكة في حلق الاحتلال ومنظري صفقة القرن.

ورأى أن تصريحات القيادي أبو سيف يجب أن تدفع حركة فتح لمحاسبته وايقافه عند حده، مشددًا على أن قطاع غزة فيه وجود واضح لحركة فتح، وأن أي وصف ينتقص من غزة سينسحب بالتأكيد على قيادات فتح المتواجدة فيه.

ورأى الصواف أن عجز الاحتلال عن مواجهة غزة عسكريّا قد دفعه لتحريك بعض البيادق المأجورة من أجل مهاجمة المقاومة والنيل منها، مشيرا إلى أن هذه الحملات ليست الأولى وربما لن تكون الأخيرة.

وشدد على أن جمهور قطاع غزة لن تنطلي عليه مثل هذه الهجمات الإعلامية، موضحا أن جولة العدوان الأخيرة أثبتت بما لا يدع مجالا للشك أن المقاومة ملتحمة مع شعبها، وأن الحاضنة الشعبية للمقاومة ما زالت حية وفية لمن يتقدم الصفوف دفاعا عنها في وجه الاحتلال وليس من يختبئ في ظل الاحتلال.

حجر عثرة

من جهته، رأى المحلل السياسي محمد حمادة أنه من الواضح أن قطاع غزة بات يشكل حجر عثرة قويا في وجه صفقة القرن، مشيرًا إلى أن الهجمات الاعلامية ضد غزة تحاول أن تنجز ما عجزت عنه الآلة الحربية للاحتلال خلال الأيام الماضية.

وقال في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إن استمرار الجماهير الفلسطينية في الوفاء للمقاومة من خلال احتضانها وتوفير بيئة طيبة لها، يثير جنون وغضب الاحتلال، الأمر الذي يدفعه لتجربة أدوات جديدة لعلها تفلح في كسر المقاومة.

وأوضح حمادة أن صمود قطاع غزة خلال موجات العدوان عليه من جهة، واستمرار مسيرات العودة وكسر الحصار بزخم كبير من الجهة الاخرى يشكلان عامل ضغط على الاحتلال الذي يقف في موقف العاجز أمام غزة.

وذكر أن بعض الشخصيات والمؤسسات تحاول أن تصنع مجدا شخصيا زائفا عبر مهاجمة حركة حماس والمقاومة الفلسطينية، مؤكدًا أن تصريحات القيادي في فتح عاطف أبو سيف محسوبة عليه هو ولن تضر قطاع غزة.

وعدّ تساوق بعض الجهات العربية والفلسطينية مع مساعي الاحتلال لشيطنة المقاومة وحركة حماس إنما تشير بوضوح إلى أن الحملة ضد المقاومة ستأخذ أشكالا أخرى بخلاف الضغط العسكري عبر العدوان أو الاقتصادي عبر حصار غزة.

وبين على أن تلك الحملات لن تفلح في تجميل وجه المطبعين أو المنبطحين أمام الاحتلال، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أن الصحيفة السعودية وإن أكدت أنها لم تكن هي صاحبة التقرير وأنها فقط قامت بنقله، إلا أنها مسئولة عن ذلك من خلال الترويج لمثل هذه التقارير المتصهينة.

ودعا حمادة المقاومة الفلسطينية إلى الحرص من موجات تحمل هجمات إعلامية أخرى، لافتًا أهمية أن يقوم المحبون للمقاومة حول العالم بجهد كبير من أجل إبراز الصورة الحقيقية للمقاومة وأنها ليست إرهابية، وخير دليل على ذلك ما أظهرته مُصَورا في أحد عملياتها عبر تجنب استهداف قطار إسرائيلي على حدود غزة والاكتفاء بالرد عبر ضرب الأهداف العسكرية.