فلسطين أون لاين

هل تخلت واشنطن عن فياض؟

...
صورة أرشيفية لسلام فياض
رام الله / غزة - رنا الشرافي

لطالما دعمت الولايات المتحدة الأمريكية، سلام فياض (كشخصية أساسية في السلطة الفلسطينية) لسنوات طويلة، لكنها لم تدعم اقتراح الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو جوتيريس، تعيين سلام فياض رئيس حكومة رام الله السابقة، لمنصب مبعوث أممي إلى الجمهورية الليبية؛ بسبب حليفتها (إسرائيل).

ودعمت الولايات المتحدة، سلام فياض، عام 2002، وزيرًا للمالية في زمن الراحل ياسر عرفات، ثم عادت وفرضته مجددًا على رئيس السلطة محمود عباس كرئيس للوزراء في رام الله عام 2007، ودعمته ماليا وعسكريا عندما أرسلت الجنرال كيث دايتون لتدريب أجهزة أمن السلطة في الضفة الغربية.

تمييز عنصري

ورأى محاضر العلوم السياسية في جامعة بيرزيت، جهاد حرب، أن نظرة الإدارة الأمريكية الجديدة للفلسطينيين بشكل عام وطريقة تعاطيها مع الملف الفلسطيني, تبيّن أنها تساند وتحمي حكومة الاحتلال ولا تريد طرح قضايا الفلسطينيين "لا كدولة ولا كأفراد".

وقال حرب، لصحيفة "فلسطين": "هذا ما عبرت عنه الولايات المتحدة داخل أروقة الأمم المتحدة عندما قالت إن فلسطين ليست عضوًا في الهيئة, مدعية أن الأمم تدعم فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي".

وتابع: "إن الرفض هو لفلسطين أولًا وليس لشخص سلام فياض الذي شغل فيها مناصب متعددة داخل فلسطين وخارجها خاصة في البنك الدولي".

وحول إمكانية شغل تسيفي ليفني منصب نائب غوتيريش في مقابل السماح لفياض بتولي منصبه الجديد، أضاف حرب: "الأمم المتحدة نفت هذا الخبر ولكن لربما هناك محاولة لخلق توازن أن يتم تعيين شخصية إسرائيلية في منصب يوازي ما كان سيشغله فياض".

واعتبر أن ما يواجهه الفلسطينيون من قبل الإدارة الأمريكية هو تمييز عنصري، "لكن الخوف الأكبر هو أن يتعامل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي بهذه الطريقة خاصة عندما يتعلق الأمر في مقترحات حلولية".

من جهته، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح، د. عمر جعارة: إن "إخلاص الولايات المتحدة لحلفائها غير ثابت تاريخيًا وإن الأمثلة والشواهد كثيرة ولا يتوقف الأمر عند أحد بما في ذلك دولة الاحتلال الإسرائيلي".

وأضاف جعارة، لصحيفة "فلسطين": "أعظم حلفاء الولايات المتحدة هو النظام السوفييتي في الحرب العالمية الثانية، عندما دعمت الولايات المتحدة الجيش الأحمر والنظام الشيوعي دعمًا كبيرًا بالسلاح والذخيرة، ولكن سرعان ما بدأت الحرب الباردة بينهما والتي انتهت بانهيار النظام السوفيتي".

وتابع: "هذا يندرج على شخص سلام فياض والرئيس محمود عباس والذي عليه ألا يأمن جانبها فهي أيضًا كما فرضت شخص عباس على الرئيس عرفات ليكون رئيس الوزراء، فرضت فياض على شخص أبو مازن ليشغل نفس المنصب".

ودلل جعارة: "إن أكبر دليل على عدم إخلاص الولايات المتحدة لحلفائها هو محمد رضا بهلوي، والذي أخلص للولايات المتحدة على مدار 40 عامًا، ورغم ذلك لم تسمح له بالعلاج في المشافي الأمريكية، فذهب إلى بيروت ومات هناك".

ولم يستبعد أن تنقلب الولايات المتحدة على الاحتلال الإسرائيلي وترفع يدها عن دعمه عندما تقتضي مصالحها ذلك، كما حصل في فترة جيمي كارتير، مشددًا على أن التاريخ سيعيد نفسه ويثبت من جديد عدم وفاء الولايات المتحدة لحلفائها.

وكان رحب رئيس وزراء حكومة الاحتلال الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعرقلة الولايات المتحدة تعيين سلام فياض مبعوثا للأمم المتحدة في ليبيا.

وقال نتنياهو، في مستهل الاجتماع الأسبوعي لحكومته، أمس: "إنه آن الأوان للتبادلية في علاقات الأمم المتحدة مع (إسرائيل) ولا يمكن منح هدايا مجانية دائما للطرف الفلسطيني".

وأضاف: "حان الوقت لمنح تعيينات أيضا للطرف الإسرائيلي. وفي حال طرح منصب مناسب سنأخذ هذا الأمر بعين الاعتبار"، وذلك في إشارة حول شغل تسيبي ليفني منصب نائب الأمين العام للأمم المتحدة.