ذات العنوان الذي استخدمه الكاتب الاسرائيلي "يسرائيل هارئيل" حول نتائج العدوان الأخير، وهو مقال سرد فيه وقائع ما حدث ومجريات الأحداث من وجهة نظر الاحتلال, وخلاصتها أن الاحتلال دخل مرحلة الخطر نتيجة فشله في مواجهة ما أسماه قدرة المقاومة على إدارة المعركة باحتراف عالٍ يمثل تهديدا للاحتلال، وهو ما دعاه لإصدار هذا التقييم.
يقول يسرائيل هارئيل "يرافق الإهانة والغضب وخيبة الأمل من نتائج الجولة الأخيرة شعور رهيب بفقدان الاتجاه. يجد المواطن المحبط صعوبة في فهم لماذا تسمح إسرائيل لحماس (والجهاد) ، جولة بعد جولة ، بتحديد وقت إطلاق الصواريخ ووقت انتهائها.
ويضيف الكاتب الذي يظهر عليه الفزع في جانب آخر قائلًا "بعد الجولة الأخيرة المخيبة للآمال ، التي تنضم إلى عدد من الجولات المحبطة السابقة للآمال، فقد حان الوقت لنتنياهو أن يعترف ، حتى لو لنفسه ، بأن حماس لا تتصرف وفقًا للسيناريو الذي حدده هو".
شاطره الكاتب المخضرم الإسرائيلي اليكس فيشمان بالقول في مقال مطول له عبر صحيفة يديعوت العبرية بعنوان تحذير عام، ولا يبعد عن المضمون السابق بالقول " بأن القنابل التي تم القاؤها في قلب المناطق المأهولة بالسكان والعودة إلى الاغتيالات المستهدفة حتى مع ازدياد حدة القصف من غزة ، من الواضح أن هذا مجرد مقدمة لما سيحدث في الحرب القادمة وكما هو الحال دائما ، سيتم تحديد ذروة النيران في قاعات المؤتمرات في القاهرة وبنوك قطر".
الجولة الأخيرة كشفت بما لا يدع مجالا للشك أن الاحتلال فقد استراتيجيته في التعامل مع قطاع غزة القائمة على الردع، بدليل أن ما يحدث يؤكده كل المحللين والكتاب الصهاينة وتؤكده الوقائع، حيث إن المقاومة ردت على تجاوزات الاحتلال بطريقة احترافية منظمة، وأدارت المواجهة وفق قواعد الاشتباك التي وضعتها لذلك الفترة الماضية، ومتوقع أن تواصل ذلك خلال الفترة القادمة، وأن اعتقاد الاحتلال بأن المقاومة مردوعة أو خائفة، ثبت فشله، بل انها تبادر وتنسق وتدير المواجهة عبر غرفة العمليات المشتركة، وعبر التواصل المباشر بين قادة الفصائل كما حدث في حوارات القاهرة.
في حال واصل الاحتلال عدوانه سنكون أمام مواجهات أخرى قد تكون أكثر قسوة، وستتبع المقاومة نفس السياق القائم على فشل استراتيجية الاحتلال، مقابل استمرار المقاومة بمبدأ الدفاع عن الحقوق وصد الاحتلال، وصولًا لرفع يده عن قطاع غزة.