قائمة الموقع

"الملوخية" و"الفتة".. مَلِكَا مائدة الإفطار في أول أيام رمضان

2019-05-08T09:56:08+03:00

ينتصف نهار أول يوم رمضاني، ومعه تفوح رائحة تقلية الثوم في بيوت كثير من المواطنين بغزة، فأغلب البيوت تحضر طبق الملوخية ليكون ملك السفرة، يسانده طبق الفتة أو المقلوبة.

سر الملوخية أول طبق إفطار لا يفهمه إلا الغزِّيون، وهي عادة توارثوها جيلًا بعد جيل، من باب التفاؤل بخضرتها التي ستجلب الخير والبركة خلال أيام الشهر الفضيل.

إحسان أبو جراد منذ عشر سنوات تعودت أن تصنع الملوخية لزوجها وأطفالها في أول أيام رمضان، مثل والدتها وحماتها.

تقول أبو جراد (28 عامًا): "وجدت أن كثيرًا من العائلات تصنع الملوخية والفتة؛ ربما ذلك إرث ورثه الأجداد لنا لا نعرف سره نحن الجيل الجديد، ولكن باعتقادي أن الملوخية أكلة يستطيع الصائم تناولها بكل سهولة لأنها عبارة عن شوربة تعمل على تهيئة معدته دون أن تثقله".

وتضيف: "كنت أسمع من والدي رغبته في أكل الملوخية لتكون سنة خضرة علينا، فالأجداد كانوا يتفاءلون باللون الأخضر الذي يرمز إلى البركة وزيادة الرزق".

وتشير أبو جراد إلى أن الغزيين في القدم لم تنتشر بينهم أطباق الشوربة المتنوعة التي تصنع حاليًّا، فالملوخية لديهم شوربة خفيفة سهلة الهضم، وهذا ما يفضله الكبار في السن تحديدًا، يفضلون الطبيخ أكثر من المشويات والمقالي في رمضان".

وتلفت إلى أن الملوخية يجب أن يرافقها فتة أو مقلوبة لأنهم يصنعون من مرق الدجاج أيضًا وبالتالي يمعنون هدرها ويستفيدون منها.

وتحتوي أوراق الملوخية على كمية وفيرة من الفيتامينات (أ) و(ب)، والأملاح المعدنية المهمة للجسم كالحديد والفسفور والكالسيوم والبوتاسيوم والمنجنيز والصوديوم، وأكثر ما يميزها من غيرها من النباتات الورقية أنها لا تفقد أيًّا من مكوناتها الغذائية وفوائدها العلاجية بالغسل والطهو، كما هو الحال مع أغذية أخرى مماثلة، بحسب تأكيد اختصاصيين غذائيين.

وهناك طبقان مختلفان يصنعان من الملوخية: "البوراني" حيث تطهى الأوراق كاملة دون فرق، والطبق الثاني تفرم الملوخية بـ"المفرمة" -وهي المفضلة لدي الغزِّيين- حتى تصبح ناعمة جدًّا وتوضع في مرق دجاج، وفي النهاية يضاف إليها الثوم المهروس والمقلي، وغالبًا تقدم مع الدجاج المحمر.

أما الحاجة فاطمة اليازجي فتحرص على صنع الملوخية في رمضان، ومع بداية السنة الهجرية، ليكون "كعبها أخضر"، كما تقول.

وتضيف اليازجي: "سيدات الجيل الحالي تخلين عن الأكلات القديمة التي ألفنا، فبتن يصنعن صنوفًا غريبة ثقيلة على المعدة ولا تنفع الصائم".

وتتابع: "أحرص على لمة العائلة على مائدة الإفطار في أول يوم، حيث أبنائي وزوجاتهم وأولادهم الذين عهدت طلبهم صنع الملوخية والفتة اللتين يفضلونهما".

وتؤكد أنها تستمتع بالأجواء العائلية التي تسود أيام الشهر المبارك، الذي غالبًا ما تخصه بالأطباق التقليدية التي يطلبها منها أفراد العائلة، كالمفتول، وطبيخ اللبن، والشيشبرك.

ربما تكون "الملوخية" تقليدًا متوارثًا لدى أهل غزة، ولكن هي أكلة غنية بالفيتامينات والمعادن التي يحتاج لها جسم الصائم بعد انقضاء ساعات طويلة من الصيام، وتمتاز بطعمها اللذيذ ورائحتها الشهية التي تسر الصائمين، وفق قول عائشة السوسي.

تضيف السوسي (50 عامًا) لـ"فلسطين": "الملوخية في العادة لا تقدم طبقًا منفردًا، بل يجاوره طبق السلطة المصنوع من البندورة والفلفل الحار اللذين يدقان ويضاف إليهما الليمون، وأيضًا الأرز الأبيض".

اخبار ذات صلة