قائمة الموقع

الاحتلال والصحفي الفلسطيني.. الرصاص في مواجهة الكاميرا !

2019-05-04T07:44:08+03:00
صورة أرشيفية

في الثالث من مايو/ أيار، يحتفل العالم بيوم حرية الصحافة، في حين يواجه الصحفيون الفلسطينيون قمعًا مبرمجًا من الاحتلال الإسرائيلي خلال تغطية جرائمه بحقهم والمواطنين في أرضهم المحتلة.

ففي قرية كفر قدوم في نابلس بالضفة الغربية المحتلة، تنطلق المسيرة الأسبوعية السلمية منذ ثماني سنوات للمطالبة بحق أهالي القرية في التنقل عبر مدخلهم التاريخي، المغلق منذ أكثر من 16 عاما، إلا أن الاحتلال يواجههم بالقمع، ويستخدم الطواقم الصحفية دروعًا بشرية في التصدي لهم.

منسق المسيرة الأسبوعية مراد اشتيوي، يقول: إن الاحتلال يستخدم الطواقم الصحفية التي تغطي انتهاكاته ضد المسيرة دروعًا بشرية، ويضعها في المقدمة كي يتوقف الشبان عن رشقه بالحجارة، مؤكدًا أن الانتهاك العنصري يرسم لوحة في غاية الهمجية تتمثل بتمترس جندي مدجج بالسلاح خلف صحفي لا يملك إلا كاميرا للتوثيق.

وأضاف اشتيوي لصحيفة "فلسطين" أن مسيرة كفر قدوم منذ انطلاقها في الأول من يوليو/ تموز 2011، والاحتلال يستهدف الطواقم الصحفية التي تغطي انتهاكاته فيها بالرصاص المتفجر والمحرم دوليًا وبشكل متعمد، مؤكدًا أن الاحتلال يعد الصحفي عدوًا كونه يكشف ويوثق همجية المحتل وتنكيله بالفلسطينيين المطالبين بحقوقهم الإنسانية.

أما مدير فريق أصداء الإعلامي د. أمين أبو وردة من نابلس، أوضح أن قمع الاحتلال المبرمج للصحفيين يأخذ صورًا متعددة من الانتهاكات العنصرية، منها استهدافهم بالاعتقال بتهمة التحريض، أو إصابتهم في الميدان بالرصاص الحي وفي مناطق قاتلة في الجسد.

وأضاف أبو وردة لـ"فلسطين"، أن القناص الإسرائيلي ينظر إلى الصحفي الأولوية الأولى في استهدافه قبل المتظاهر حتى يكون القمع صامتًا وبدون توثيق إعلامي، مشيرًا إلى أن هذا ما يجري في المسيرات الأسبوعية بالضفة الغربية، وغيرها من الانتهاكات كالاقتحامات الليلية، أو توقيف المواطنين على الحواجز العسكرية.

محرم دوليًّا

وقبل ثلاث سنوات، أصابت قوات الاحتلال المصور الصحفي بشار نزال خلال تغطيته مسيرة كفر قدوم، برصاص متفجر محرم دوليا. يقول في اليوم العالمي لحرية الصحافة: "أتذكر إصابتي في قدمي التي كانت بشكل متعمد من قناص إسرائيلي لا يبعد عني 100 متر، وكنت على جانب الطريق مع الكاميرا، ومع ذلك صوب بندقيته وأصابني برصاصة من النوع المتفجر.

وأضاف نزال لـ"فلسطين": "لولا لطف الله وقدره لكانت النتائج وخيمة، فالرصاص المتفجر يعمل على الفتك بالمنطقة المصابة بشكل لا يتصوره العقل، وبالرغم من تحريمه دوليًّا إلا أن الاحتلال يستخدمه في قمع متظاهرين سلميين".

وتابع أن الاحتلال من مسافة الصفر يطلق الرصاص وقنابل الغاز التي حسب القوانين الدولية يحظر استخدامها إلا من مسافة بعيدة، عدا عن استخدامه الكلاب البوليسية في ملاحقة المتظاهرين والصحفيين لتنهش أجسادهم.

أما في القدس المحتلة، يقول مدير شبكة أمين الاعلامية المقدسي خالد أبو عكر: إن الاحتلال ينتهج استهداف الصحفيين في المدينة لتغييب صورة انتهاكاته اليومية.

ونبه أبو عكر في حديث لـ"فلسطين"، إلى أن هناك ملاحقة مخابراتية إسرائيلية للصحفيين من خلال الاعتقال والاستدعاء الأمني والتهديد بعقوبات قاسية، مؤكدًا أنه مع ذلك لا يتوقف الصحفي المقدسي عن عمله الذي يشبه السير في حقل أشواك.

ولفت إلى أن الصحفي يتعرض لاستهداف محيطه العائلي ووضع العراقيل أمامهم جميعا، حتى لا يتمكن من أداء عمله، مشددًا على أن هذا الأمر يتنافى مع زعم الاحتلال أنها واحة الديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط.

وأضاف أن من يشاهد استهداف الطواقم الصحفية في فلسطين وارتقاء الشهداء وارتفاع أعداد الجرحى والمعتقلين يُصدم من قمع الاحتلال الممنهج ضدهم، مؤكدًا أن ذلك يتطلب وقفة جادة من المنظمات الدولية واتحاد الصحفيين الدولي للجم الاحتلال كي يتوقف عن ملاحقة الصحفيينالفلسطينيين.

ووفق أبو عكر، يفترض أن يتمتع الصحفي بحصانة أثناء تأدية مهامه الصحفية، فهناكقوانين دولية تنص على حماية الصحفي وعدم استهدافه، إلا أن الاحتلال يضرب بعرض الحائط كل هذه القوانين.

اخبار ذات صلة