هل ثمة إسلام، وإسلام سياسي؟! هذا ما يتبادر إلى الذهن حين نسمع اتهامات (إسرائيل) والغرب للإسلام السياسي. هم يتهمون الإسلام السياسي، ويحاربون الإسلام نفسه. تلكم هي الحقيقة القائمة.
الإسلام السياسي، هو مصطلح حادث، لا يتجاوز عمره منذ ولادته حتى تاريخه بضعة عقود. وشهادة المنشأ التي يحملها لا تخرج عن تل أبيب أو واشنطن وبعض دول الغرب. الإسلام السياسي ليس ابنا شرعيا لبلاد العرب والمسلمين. ولكنهم تلقوه من الغرب كراهة بالحركات الإسلامية.
الإسلام هو الإسلام. والسياسة هي السياسة. ولا يوجد شيء اسمه الإسلام السياسي في ديننا الحنيف. الإسلام ألوهية وربوبية، وتكاليف :افعل ولا تفعل، وعبادات، وأخلاق، وتوجيهات، وعلاقات مع الآخرين، ودنيا وآخرة. الإسلام دين شامل فيه السياسة، وفيه الاقتصاد والاجتماع وخلاف ذلك، فهو منهج حياة كامل وتام. "اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا".
فوبيا الإسلام في بلاد الغرب هي التي اختلقت ما يسمى بالإسلام السياسي، حتى تستطيع بلادهم ضرب الإسلام من خلال الإسلام السياسي. الإسلام السياسي حيلة الغرب للصراع مع الإسلام، لذا سرعان ما تجد أن المصطلح يتطور إلى الإرهاب. فجميع الحركات الإسلامية التي تتخذ الإسلام منهجا شاملا للحياة هي مصنفة في أميركا والغرب بالحركات الإرهابية. والمؤسف أن قادة البلاد العربية مرتاحون لهذا التصنيف لأنه يساعدهم على قمع الحركات الإسلامية الملتزمة بمنهج الإسلام، وقمع علماء المسلمين الذين ينتقدون سياسة هذه الأنظمة، ويدعون لمقاومة الصهيونية في فلسطين.
لا يوجد إسلام سياسي، بل الموجود إسلام وفقط. إسلام يحاول حاملوه أن يكونوا على منهج النبوة. ولا يوجد إرهاب. الموجود شاخص اسمه الإرهاب لضرب الإسلام. نعم يوجد مقامر مسلم، ومقامر مسيحي، ومقامر يهودي، ولكن لا يوجد إرهاب إسلامي، أو غير إسلامي، وكل مقامر ومنحرف يتحمل مسئولية نفسه وجرمه، ولا يتحملها دينه، ولا عقيدته. فلماذا يصنع الغرب الإرهاب وينسبونه إلى الإسلام دون اليهودية والمسيحية؟! إنها فوبيا الإسلام يُخوفون بها شعوبهم ويحرضونهم على المسلمين، تماما كما كانت الصليبية في العصور الوسطى. في بلاد العرب ببغوات يرددون ما يقوله الغرب، وما تصنعه ( إسرائيل) ما دام ذلك يحفظ لهم عروشهم، ولا ينقلون عن الغرب ديمقراطيتهم، ولا حتى علومهم المفيدة؟! من قاتل الإسلام السياسي، إنما يقاتل الإسلام نفسه. ومن عادى الإسلام فليس له غير الهزيمة والخزي.