فلسطين أون لاين

الجبهتان تدعوان لمشاركة أكبر في المقاومة الشعبية

...
رام الله - حازم الحلو

دعت الجبهتان الشعبية والديمقراطية لمشاركة أوسع للفصائل الفلسطينية في فعاليات المقاومة الشعبية ضد الاحتلال، وأشارتا إلى أن الجماهير الفلسطينية غالبًا ما تسبق الفصائل بخطوة في هذا الاتجاه سعيًا نحو إبقاء القضية الفلسطينية حية ولحمايتها من الطمس والنسيان.

وذكر عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة، أن إنجاح المقاومة الشعبية، من شأنه أن يخلق حالة من الضغط على الاحتلال، مؤكدًا في الوقت ذاته أن المقاومة الشعبية لن تتمكن لوحدها من القضاء على الاحتلال بالضربة القاضية.

ولفت أبو ظريفة في حديثه لصحيفة "فلسطين"، إلى أن المقاومة الشعبية لها أساليب وطرق كثيرة من أبرزها المسيرات الجماهيرية والاعتصامات في الأراضي والمنازل المهددة بالهدم، إضافة إلى النشاط الواسع في مقاطعة بضائع الاحتلال.

وشدد على أن المقاومة الشعبية تشكل من أهم العناصر في الاستراتيجية النضالية الفلسطينية، معتبرًا أنها شكلت فرصة لانخراط كافة الفئات الشعبية في معركة مواجهة الاحتلال بكافة الأساليب والإشكال الممكنة، مضيفًا أن "من شأن هذه المقاومة المفتوحة على مصراعيها أن تحدث سلسلة من التفاعلات المحلية والإقليمية والدولية".

ونوَّه أبو ظريفة، إلى أن أبرز التفاعلات المحلية التي أحدثتها المقاومة الشعبية؛ هي الزج بكل القوى والقدرات والإمكانات والكفاءات في الشارع الفلسطيني في معركة الاستقلال والخلاص من الاحتلال والاستيطان، ونقل الحركة الشعبية من موقع الانتظار والترقب إلى موقع الفعل والتأثير، وإعادة صياغة موازين القوى المختلة لصالح الاحتلال الإسرائيلي.

ودعا القيادة الفلسطينية إلى الاندماج مع حالة المقاومة الشعبية المتصاعدة من خلال الإسراع في تقديم ملفي الاستيطان والأسرى إلى محكمة الجنايات الدولية، وتوسيع دائرة الاعتراف بالدولة الفلسطينية، واستكمال عملية الانضمام لكافة المنظمات الدولية والعمل على حشد التأييد الدولي وتصليب الجبهة الداخلية.

وطالب عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية، المستوى الرسمي الفلسطيني بالعمل على تطوير علاقته بحركة النضال الشعبي بحيث تصبح الحركة شريكًا في القرار، وصياغة سياسة المؤسسة الرسمية، السياسية والاجتماعية والخدمية، ولتنسجم مع الواقع الجديد الذي ولدته المقاومة الشعبية.

وأكد أبو ظريفة، أهمية المقاومة الشعبية في التأثير على العلاقات الفلسطينية الداخلية، من أجل الضغط على الفصائل الفلسطينية لإنهاء الانقسام وإحلال الوحدة الداخلية التي تلتف حول المقاومة الشعبية، وتعزز صمودها.

وبيَّن أن حملات المقاطعة الأكاديمية والسياسية في وتيرة متصاعدة على المستوى العالمي، موضحًا أن نجاح الجهد الشعبي في المقاومة يحتاج إلى تحقيق سلسلة من الخطوات وتوفر عوامل الثبات والصمود من بينها تنظيم حملة مقاطعة منتجات المستوطنات، وتطويرها لتشمل لمنتجات الاحتلال كافة.

وأشار إلى أهمية توفير بدائل محلية أو عربية وكذلك مقاطعة العمل في مشاريع الاحتلال، خاصة العمل في المستوطنات مع توفير البدائل الكريمة للعمال الفلسطينيين المتضررين من هذه المقاطعة حتى لا يقعوا فريسة البطالة والجوع.

وسائل كفاحية

من ناحيته، أكد القيادي في الجبهة الشعبية بدران جابر، أن المقاومة الشعبية الجماهيرية باتت إحدى أهم الوسائل الكفاحية في النضال التحرري، مؤكدًا أن تصاعدها لا يعني إلغاء الأشكال الأخرى في المقاومة بأي حال من الأحوال.

وذكر جابر في حديثه لصحيفة "فلسطين"، أن المقاومة الشعبية تحظى بالإجماع الوطني والشعبي، منوهًا إلى أنها قدمت نماذج وطنية من خلال التصدي للاستيطان ونهب وابتلاع الأراضي ومحاولات تهويد القدس وإطباق الحصار على غزة.

وأشار إلى أن الحفاظ على ديمومة هذه الوسيلة النضالية يتطلب إنهاء حالة الانقسام والشروع بحوار وطني فوري يعيد الوحدة إلى جناحي الوطن على قاعدة الالتزام بحقوق شعبنا الثابتة، ويحافظ على مكتسبات شعبنا، ويعزز الديموقراطية كنهج لا بديل عنه في الساحة الفلسطينية.

وأوضح جابر أن التحديات والمهمات التي تنتظر الشعب الفلسطيني باتت كبيرة، معتبرًا أن تصاعد الاستيطان واللغة العدوانية التي يبديها الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، تجاه القضية الفلسطينية، تستوجب أن تتداعى الفصائل الفلسطينية لاستحداث برنامج وطني كفاحي من أجل التحرر والخلاص من الاحتلال.

وطالب جابر، الجماهير الفلسطينية بتوسيع قاعدة نشاطها النضالي الشعبي من خلال استخدام الإعلام بأشكاله ووسائله للترويج للقضية الفلسطينية بين الشعوب الغربية التي يتصاعد فيها منسوب التعاطف مع الشعب الفلسطيني يومًا بعد يوم.

وشدد القيادي في الجبهة الشعبية، على أهمية توسيع حملات التضامن مع الشعب الفلسطيني وتعزيز حملات مقاطعة منتجات دولة الاحتلال وسحب الاستثمارات منها وفرض العقوبات عليها، مؤكدًا أن ذلك يشكل رافعة لنضالات شعبنا المختلفة، وللجهد السياسي المبذول لملاحقة ومحاكمة الاحتلال على جرائمه.

وأكد أن الحالة الفلسطينية الراهنة تتطلب نموذجًا مميزًا في النضال ومواجهة المخاطر، داعيًا إلى حوار فوري وشامل على أساس ديمقراطي تقدمي يصون التعددية السياسية ويحافظ ويصل إلى ثوابت لا يمكن المساس بها في ظل الخلافات أو الاختلاف في الرؤى.