فلسطين أون لاين

"القرض الحسن".. يحيى أمل الشباب بتحويل حلم الزواج إلى حقيقة

...
غزة/ فاطمة الزهراء العويني:

بدت ملامح الابتهاج جلية على ملامح الشاب محمد البطة أحد المستفيدين من القرض الحسن "للزواج" الذي يقدمه صندوق دعم الشباب الفلسطيني، لا سيما وأنه سيساعده في سداد جزءٍ من تكاليف زواجه.

وبين البطة أنه لجأ للحصول على القرض الحسن لعدم توفر فرصة عمل له في غزة، مبينًا أنه خريج منذ خمس سنين وحاول الحصول على فرصة عمل في القطاع الحكومي أو الخاص، ولم يوفق في ذلك.

وتقدم وزارة الشباب والرياضة منذ عام 2011 قروض زواج من خلال صندوق دعم الشباب الفلسطيني؛ لمساعدة الشباب على إتمام أمور الزواج في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة.

وأوضح أن الخريج حتى إنْ حصل على فرصة في القطاع الخاص، فإنه –غالبًا- يتم معاملته بطريقة مهينة ولا يحصل على دخل يكفي لأن يعيش حياة كريمة، كما أنه يضطر للعمل في أعمال لا تناسب مستواه الاجتماعي، حسب رأيه.

وقال: "كنت خاطبًا وغير قادر على إكمال مصاريف الزواج، وكنت أتمنى لو أن قيمة القرض أكبر من ذلك لأنه غير كافٍ لتغطية تكاليف الزواج"، مشيرًا في الوقت ذاته إلى أنه يعاني كثيرًافي سداد القرض لكونه يعمل عملًا بسيطًا لا يدر عليه دخلًا كافيًا، ويرغب في أن يتم خفض قيمة القسط المسترد.

شح فرص العمل

في حين بين الشاب محمود أبو خضير أنه قدم للقرض في شهر فبراير/ شباط الماضي بدافع إتمام الزواج لعدم قدرته على توفير المصاريف، قائلًا: "أنا أعمل بشكل متقطع في ظل شح فرص العمل في غزة، وسداد القرض أمر صعب جدا بالنسبة لي، فقد أستطيع سداد شهر وشهر آخر فلا".

وتابع: "لكن يجب أنْ أسدد بأي طريقة لكي لا أحمّل الكفيل أعبائي، فهو رب أسرة ومحتاج لكل قرش، وحتى الآن تبقى على كاهلي مصاريف كثيرة من أمور الزواج كطقم النوم، وصالة الزفاف، وحتى المهر لم أدفعه بعد".

وكان وكيل وزارة الشباب والرياضة أحمد محيسن، قد أعلن أمس تخفيض قيمة القسط الشهري لسداد قروض الزواج لتصبح 50 دولارًا، اعتبارًا من الدفعة القادمة؛ للتخفيف من الأعباء التي تحيط بالشباب ومساعدتهم على تجاوز جزء من التحديات المتمثلة في الظروف الاقتصادية الصعبة.

خدمة الشباب

بدوره، أشار المدير العام لصندوق دعم الشباب عصام الهبيل، إلى أن صندوق دعم الشباب أنشئ في عام الشباب الفلسطيني 2011؛ لخدمة الشباب في كل مناحي حياتهم، قائلًا: "كان الهدف من إنشائه توفير قروض حسنة للشباب لأغراض الزواج والإسكان والمشاريع الصغيرة والتعليم والبحث العلمي".

واستدرك بالقول: "لكن لكون المبلغ الموجود في الصندوق لا يفي لكل هذه الأغراض، تم الاقتصار على إقراض الشباب المقبلين على الزواج فقط"، لافتًا إلى أن الصندوق يضم تسعة أعضاء من وزارات مختلفة برئاسة وزارة الشباب والرياضة ممثلة بوكيل الوزارة أحمد محيسنومركزين شبابيين (الفائزين بجائزة أفضل مركز شبابي في المسابقة السنوية التي تعقد لهذا الغرض).

ولفت الهبيل إلى أنه قد استفاد من القرض منذ 2011 حتى اليوم، نحو 2500 شاب، مضيفًا أن المبلغ المودع في الصندوق هو مليون دولار بتبرع من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية.

وأوضح أن توزيع المبلغ بدأ في 2011 على 500 عريس خلال عرس جماعي ومن ثم من الأموال المستردة التي كانت تبلغ حينها حوالي 70 ألف دولار كان يتم إقراض عرسان آخرين شهريًّا.

اشتداد الحصار

وتابع الهبيل أنه بعد 2017 واشتداد الحصار على غزة وقلة الإيرادات، أصبح المبلغ المسترد يصل لنصف المبلغ السابق، ما اضطرنا لجعل الإقراض يتم كل شهرين أو ثلاثة، وليس شهريا.

وأردف أنه خلال الفترة الأخيرة تم عمل آلية معينة للتسجيل من خلال موقع "صندوق دعم الشباب"، ويتم إجراء قرعة علنية للمسجلين بحضور أعضاء مجلس إدارة الصندوق، ونواب في المجلس التشريعي بآلية شفافة تمامًا.

وأفاد بأن القرض حسن "نسترده بدون أرباح، بقيمة ألفيْ دولار، ولا يشترط للمتقدم سوى أن يكون فلسطيني الجنسية يتراوح عمره بين 22- 35 عامًا، وقد عقد قرانه، مشيرًا إلى أن الصندوق أحيانًا يطلب فئات عمرية معينة، حيث اشترط في إعلان مسبق أن يكون عمر المتقدم بين 28- 35 عامًا، واستفاد حينها 70 شخصًا.

وأردف أن المستفيد من القرض يوقع على تعهد بسداد مئة دولار شهريا، لكن بسبب الوضع الاقتصادي الصعب والحصار، خفض الصندوق خلال عام 2018 قيمة السداد إلى 50 دولارًا، لكن ذلك قلل إيرادات الصندوق فعاد لاسترداد 100 دولار شهريا.

لكن الآن قرر الصندوق تقليص قيمة السداد لـ50 دولارًا، بدءًا من شهر مايو/ أيار الجاري، داعيًا المؤسسات المهتمة بالشأن الشبابي للتبرع للصندوق حيث إنه يقوم بعمله بشفافية ومهنية لخدمة فئة الشباب.