شكل اعتقال الاحتلال الإسرائيلي للطالب في الثانوية العامة صادق ناصر أبو مازن (18 عامًا)، من بلدة بيتا الفوقا، قرب مدينة نابلس في شمالي الضفة الغربية، مساء الخميس الماضي، بتهمة تنفيذ عملية طعن في سوق "بتاح تكفا"، شمال مدينة (تل أبيب)، مفاجأة لعائلته التي لم تعرف تفاصيل الأمر إلا من خلال وسائل الإعلام التي تناقلت رواية الاحتلال.
وادعت سلطات الاحتلال، حسب ما تناقل الإعلام العبري، أن الشاب صادق أبو مازن، قد أصاب ستة مستوطنين يهود في عملية نفذها بمدينة (تل أبيب)، عبر إطلاق نار وآلة حادة كان يحملها.
"ايش بتعرف عن صادق؟، وهل كنت تعلم أنه سينفذ عملية؟، هل أحد من أصدقائه يعلم بذلك؟؛ وجه ضابط في جيش الاحتلال هذه الأسئلة لعائلة أبو مازن، حين اقتحمت منزلَها قوةٌ من جيش الاحتلال، فجر الجمعة، في اليوم التالي للعملية.
يقول عمه محمد صادق أبو مازن (64 عامًا)، وكان قد تواجد في منزل عائلة شقيقه لحظة اقتحام جنود الاحتلال له، "تفاجأنا بحديث جيش الاحتلال (عملية طعن)، لم نعلم بالأمر سوى من وسائل الإعلام"، وهو ما جعل عائلة الأسير تشكك برواية الاحتلال.
وأضاف لصحيفة "فلسطين": اقتحم المنزل قرابة 40 جنديًا إسرائيليا، وبدأ ضابط جيش الاحتلال يأخذ مقاسات مساحة منزل أخي. نحن لا نعرف مصير صادق وأين يتواجد في سجون الاحتلال.
ولم يتوقف الأمر، كما تابع عم الأسير أبو مازن، على اعتقال صادق فحسب، بل اعتقل جيش الاحتلال والده ناصر أبو مازن، الذي يعمل مقاولاً داخل الأراضي المحتلة سنة 48، من مكان عمله.
"قررنا إلغاء جميع التصاريح الخاصة بكافة أفراد عائلة أبو مازن، كذلك سنقوم بهدم البيت.."، استفز كلام ضابط جيش الاحتلال جموع أفراد العائلة بعد اقتحام منزلها.
وأشار إلى أنه لحظة اعتقال أبو مازن، لم يتواجد أحد في المكان بمدينة (تل أبيب) سوى بائع خضار عربي "قابلناه بأحد المستشفيات، بعد أن تعرض لضرب من قِبل قوات الاحتلال لحظة الإعلان عن حدوث عملية طعن، معتقدين أنه منفذ العملية"، كما يدعي الاحتلال.
ويصف ابن أخيه بأنه "نشيط ليس لديه أي إشكاليات مع أحد"، مضيفًا "انتهاكات الاحتلال في الضفة الغربية، وما يحدث من ضغوط نفسية تولد الانفجار لدى الشباب، الأمر الذي يؤدي إلى المزيد من العمليات".
وتابع "صادق يحبه جميع أبناء بلدته، حسن الصفات، جميل اللباس والمظهر، صاحب مبدأ يحب مساعدة الآخرين، لا يضايق أحدًا، وليست له انتماءات سياسية".
وعن لحظة خروج صادق من المنزل، يقول عمه: "أخبر والدته أنه سيخرج ساعة ونصف لاحتساء القهوة عند أصدقائه ثم يعود"، مضيفًا "علمنا بخبر العملية والاعتقال الساعة الخامسة مساء يوم الخميس".
يربط أبو مازن بين العمليات التي ينفذها الشباب الفلسطينيون بالضفة وواقع الحياة هناك، قائلاً: "نحن كبار السن نضطر إلى الاتجاه 30 كيلو متر لرؤية أهلنا في محافظة أخرى عبر طرق التفافية، كذلك حينما نمر عبر حواجز الاحتلال فإننا نتعرض للصراخ في وجوهنا من قِبل الجنود".
ويتابع "حينما يرى الشباب ما يحدث من اعتداءات الاحتلال على النساء بالقدس وباقي مدن الضفة، فإن ذلك يستفز مشاعرهم، خاصة في ظل عدم توفر فرص عمل وغياب أية حلول، وأي أفق سياسي".