أطلق عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات الأب مانويل مسلّم، وشخصيات وطنية ودينية، أمس، مبادرة شعبية للدعوة إلى انتخابات المجلس الوطني الفلسطيني؛ كخطوة أولية لإصلاح الأوضاع الفلسطينية وإنهاء الانقسام.
وعقد مسلم والشخصيات مؤتمرًا صحفيًّا في بيته ببير زيت شمال رام الله بالضفة الغربية المحتلة، لإطلاق المبادرة باسم الهيئة الشعبية العالمية لعدالة وسلامة القدس، من أجل البدء الفعلي على الأرض لتنفيذ هذه المبادرة بعد شهر رمضان المبارك.
وتقوم المبادرة أيضًا على إنقاذ القضية الفلسطينية من الانهيار، وتقييم الماضي وتقويم الحاضر والتخطيط للمستقبل القادم، إلى جانب تصويب الفكر الوطني للتحرر من خلال العودة إلى منظمة التحرير ومؤسساتها.
وأوضحت الهيئة أن كل ما سبق لا يتأتى إلا من خلال إجراء انتخابات للمجلس الوطني؛ ليفرز لجنة تنفيذية تنتخب رئيسًا لها، وصولًا إلى مجلس مركزي ممثل، وانتخاب رئيس جديد للصندوق القومي.
وكشف مسلم عن اتصالات جرت من القائمين على المبادرة مع الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتا حماس وفتح اللتان رحبتا بالمبادرة، وأبدتا استعدادهما للتطبيق الفوري لإجراء العملية الانتخابية.
ولفت إلى أنه تم الاجتماع بفصائل منظمة التحرير و"بلورنا الخطة، لكن معظمهم ذهبوا ولم يعودوا أو يتجاوبوا مع مراسلاتنا لهم فيما بعد".
ونبه إلى أن هذه المبادرة تتوجه إلى الشعب الفلسطيني بالدرجة الأولى، فهو الذي يجب أن يكون نقطة الحل في القضايا الكبرى المتعلقة بالقضية الفلسطينية.
ودعا الأب مسلم إلى إلغاء اتفاقية أوسلو، مؤكدًا أنها سبب كل التراجع الذي لحق بالقضية الفلسطينية. وأردف "واجهنا (إسرائيل) بالسلام وانتهينا تحت أقدام الجيش والمستوطنين الذين داسوا مقدساتنا".
من جهته، دعا النائب الثاني لرئيس المجلس التشريعي د.حسن خريشة، في كلمة له خلال المؤتمر، إلى ترسيخ دور منظمة التحرير كممثل وحيد وشرعي للشعب الفلسطيني، من خلال إعادة الاعتبار لميثاقها الوطني، وإصلاح ما ترهل من هياكلها ومكوناتها.
وأعلن خريشة رفض كل أشكال الخلافات، قائلًا إنها تحرف البوصلة عن القدس وفلسطين وعن الأعداء الحقيقيين.
وشدد على رفض التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي بكل أشكاله، داعيًا إلى وقفة جادة للتصدي له.
وأكد أن هذه الانتخابات حق للشعب الفلسطيني، واستحقاق كبير وواجب وطني يختصر المسافات، ويخرج الشعب الفلسطيني من دوامة الانقسام، ويحقق أهم مطالبه.
وأوضح خريشة أن أهم مطالب الشعب الفلسطيني، إلغاء أوسلو ومخرجاتها من تنسيق أمني واعتراف بـ(إسرائيل)، وإلغاء اتفاق باريس، وصولًا إلى الاقتناع بعبثية المفاوضات.
من ناحيته، قال رئيس الهيئة الإسلامية العليا، وخطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري: إن التحديات الكبيرة التي تواجه الشعب الفلسطيني، وما يحاك له بـ"صفقة القرن" يستوجب نسيان الخلافات والتركيز على القواسم المشتركة في العمل الوطني التي لا يختلف أحد في الشارع الفلسطيني عليها.
وأضاف صبري أن البوصلة انحرفت جراء الانقسام، و"علينا تثبيت البوصلة إلى القدس ووحدة الصف؛ لأننا إذا أردنا أن نحبط التهويد لابد أن يكون لنا موقف موحد، فالانقسام القائم غير مقبول".
وطالب حركتي حماس وفتح بالعودة إلى مصلحة فلسطين، وتنفيذ القرارات والتفاهمات التي اتفق عليها في السابق لإنهاء الانقسام.