متحدون في مواجهة صفقة القرن. وجّه عددًا من الرسائل للدول العربية. كانت الرسالة الأولى لجامعة الدول العربية تشكرها على موقفها الرافض لصفقة القرن. والرسالة الثانية كانت للدول التي تهرول نحو التطبيع مع دولة العدو، تقول لها: إن هرولتكم تضر بالقضية الفلسطينية، وتساعد على تطبيق صفقة القرن. والثالثة للأردن وتقول فيها الفصائل: إننا نرفض التوطين ونرفض الوطن البديل. والأردن هو الأردن، وفلسطين هي فلسطين. والرابعة كانت لمصر تقول لها إن سيناء مصرية، وإن الفلسطينيين لا يقبلون التوسع في سيناء، وإنه لا بديل عن فلسطين، وإن الشعب الفلسطيني الذي أسقط مشروع سيناء في ستينيّات القرن الماضي قادر على إسقاطه مرة أخرى.
إنّ موقف الأردن الواضح والشجاع من صفقة القرن دفع الإدارة الأميركية إلى نفي مخاوف الأردن، قائلين: إن الأردن خارج الصفقة. ولكن الإدارة الأميركية لم تنفِ الأنباء عن سيناء، مع أن القيادة المصرية رفضت المساس بحبة رمل من ترابها.
أميركا تحسب أنها تملك مفاتيح الحل، وأنها الدولة القادرة على توزيع الأراضي والمناطق في الشرق الأوسط، وكأنها الوريث الوحيد للعالم، لذا هي تهدد بالصفقة الفلسطينيين تارة، والأردن تارة أخرى، ومصر تارة ثالثة، وتهدد بإسقاط حماس قبل تطبيق الصفقة، وبالضرب على رأس أبو مازن إذا ظل يعارض الصفقة؟!
متّحدون في مواجهة الصفقة، وجه رسالة خامسة لأميركا يقول فيها: إن الصفقة ليست قدرا لا مفرّ منه، وإن أميركا بقوتها وعظمتها ليست قدرا محتوما على الشعب الفلسطيني، ومن ثم فإن الفلسطينيين يرفضون الصفقة، وهم جاهزون لمقاومة النفوذ الأميركي، ولمقاومة الاحتلال الإسرائيلي. أميركا لا يحق لها التدخل في الشأن الفلسطيني، وإن الصراع على فلسطين باق ما بقي الاحتلال، وإن أميركا لن تستطيع تغيير جغرافية المنطقة، لأن في فلسطين شعبًا حرًّا لا يبيع أرضه ووطنه بمال أميركا و(إسرائيل) والعرب، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا. مؤتمر متحدون قدّم ما يستطيع من البيان في مواجهة العدوان، وبقي أن يقدم المؤتمرون مواقف عملية موحدة لمواجهة أي خطوة تنفيذية يخطوها العدو، أو حلفاؤه، أو عملاؤه على أرض فلسطين.