فلسطين أون لاين

تحليل: "مبادرة هنية" تحمل شراكة وطنية وأرضية خصبة لإنهاء الانقسام

...
غزة/ نور الدين صالح:

مع اقتراب الإعلان عن صفقة القرن التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية، كما ذكر مستشار الرئيس الأمريكي ومبعوثه للشرق الأوسط جاريد كوشنير، بعد انتهاء شهر رمضان الشهر القادم، قدّم رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مبادرة وطنية لمجابهتها.

وتضمنت المبادرة دعوة هنية إلى التوصل لرؤية وطنية وميثاق شرف لإسقاط صفقة القرن، خلال اللقاء الوطني الذي عقده، أول من أمس، مع قادة الفصائل والقوى الوطنية تحت شعار "متحدون في مواجهة صفقة القرن".

ولاقت هذه المبادرة ترحيباً شعبياً وفصائلياً منذ لحظة الإعلان عنها، كونها تُشكّل أرضية خصبة على طريق إنهاء الانقسام السياسي واتمام الوحدة الوطنية الفلسطينية، كما يرى محللون سياسيون.

الكاتب والمحلل السياسي د. ناجي الظاظا، يرى أن هذه المبادرة تحمل شراكة وطنية ونموذجا حقيقيا للعمل الوطني في مواجهة صفقة القرن بمعنى أنها تحمل خيارا عمليا وليس نظريا.

وقال الظاظا خلال حديثه مع صحيفة "فلسطين": "الكل الفلسطيني أعلن أنه يرفض صفقة القرن وبالتالي المطلوب الآن البرامج العملية من أجل مواجهتها".

وأضاف "قد لا تكون القوة الفلسطينية كافية لإيقاف هذه الصفقة، لكنّها الوحيدة القادرة على مواجهتها وإضعافها"، مشدداً على أن "الشعب الفلسطيني الذي رفض الاحتلال وقاومه يستطيع أن يسقط هذه الصفقة وألا تحقق كامل اهدافها باعتبار أن هدفها الاساسي انهاء القضية الفلسطينية".

وتابع "يجب أن يذهب الشعب الفلسطيني لموقف موحد ومشروع وطني لإنهاء الاحتلال، لأن هدف الصفقة ترسيخ الاحتلال وجعله الحاكم في المنطقة".

وأوضح أن الكل الفلسطيني أصبح لديه شعور جمعي بالخطر الداهم للقضية الفلسطينية والتهديد الوجودي لها، مما يُشكل دافعاً للتصدي لصفقة القرن.

وأكد الظاظا ضرورة متابعة بنود المبادرة من خلال العمل المشترك ومواجهة التطبيع وتنظيم الفعاليات الرافضة للصفقة، والنشاط الدبلوماسي، بهدف ضمن تنفيذها عملياً.

ويتفق مع ذلك المحلل السياسي طلال عوكل، موضحاً أن المبادرة "طيبة"، لكنّ مجابهة صفقة القرن تتطلب اتمام الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام السياسي الحاصل.

وبيّن عوكل خلال حديثه مع "فلسطين"، أن إفشال صفقة القرن يحتاج لاستراتيجية وطنية ووحدة المؤسسة الفلسطينية والقرار السياسي أيضاً.

وأضاف "ما لم تتحقق المصالحة، فالعمل الفلسطيني سيظل ناقصا، وقد يدفع لتشكيك طرف لآخر على نوايا تلك المبادرة، حال وُضعت موضع التنفيذ".

وأشار إلى أن المبادرة تحتاج إلى التطبيق العملي، "لذلك فإن الوحدة الوطنية هي الأساس الذي يجب الانطلاق منه"، وفق تقديره.

موقف فتح

واتفق المحللان على أهمية تعاطي حركة فتح مع المبادرة، وضرورة إنهاء الانقسام من أجل مجابهة ما تُسمى "صفقة القرن".

وفي أعقاب إعلان المبادرة قال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح عزام أحمد، "لسنا بحاجة لحوارات جديدة ولا اجتماعات جديدة، بل إلى تنفيذ ما تم التوقيع عليه برعاية وضمانة مصرية".

وفي هذا السياق، رأى الظاظا ضرورة عودة حركة فتح لطاولة الشراكة مع الفصائل الفلسطينية والنزول عن الشجرة تحت مظلة تحقيق المصالحة الوطنية.

وبيّن أن الحديث اليوم يدور عن حفظ القضية الفلسطينية وعدم نسفها كلياً، سيما أن صفقة القرن تستهدف إنهاء الوجود الفلسطيني.

وأوضح الظاظا أنه يجب على "فتح" عدم انتظار الكل الفلسطيني راكعاً لبرنامجها السياسي، الذي لا يلبي رغبات الكل الفلسطيني.

ومن بين ما صرّح به هنية، أن حركته ستسخر إمكاناتها ومقدراتها كافة لمجابهة خطة التسوية الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن"، داعيًا إلى التوافق على ميثاق شرف وطني للتصدي لها.

وأضاف "إننا قادرون أن نصل إلى وحدتنا الوطنية وترتيب بيتنا الفلسطيني دون كثير من العناء إذا توافرت الإرادة وصلح القرار السياسي".