فلسطين أون لاين

خنازير المستوطنين تفاقم معاناة مواطني الضفة

...
قلقيلية/ مصطفى صبري:

لا يتوقف الاحتلال الإسرائيلي عن ملاحقة الفلسطينيين بكل الوسائل في الضفة الغربية المحتلة، فعدا عن مصادرة الأراضي والاستيطان، يعمد المستوطنون إلى إطلاق الخنازير البرية تجاه المزارع والمنازل الفلسطينية.

فقد اعتدت خنازير المستوطنين قبل أيام على المواطن "نافع عامر" عندما اقتربت من منزله في قرية مسحة غربي محافظة سلفيت، قبل أن يتمكن من قتلها بعد أن أصابته بجروح.

ويروي المزارع مصطفى شتات من قرية بديا غربي سلفيت، لـ"فلسطين"، تفاصيل المعاناة اليومية التي يعيشها جراء اعتداءات الخنازير البرية التي يطلقها المستوطنون باستمرار في قريته.

ويقول شتات: "أصبحت الخنازير البرية من أجندتنا اليومية عند الذهاب إلى أراضينا الزراعية، فهي عدوانية بامتياز وتهاجم كل من يعترض مسيرها أو يحاول طردها خصوصا اذا كانت ترعى صغارها، ولا نملك وسائل ناجعة لقتلها، فهي تحتاج إلى جهد جماعي".

أما المواطن نضال مصطفى (41 عاماً) من قرية كفر جمال, شمال قلقيلية، فقال لـ"فلسطين": "نحن نعيش في كابوس الخنازير، وهي تتكاثر بسرعة ولها قدرة على البقاء في أقسى الظروف، واذا لم تتم ملاحقتها فسوف تهاجمنا في بيوتنا وتقتل من تقتل فهي متوحشة".

معضلة حقيقية

من جانبه، أكد الناشط في مقاومة الاستيطان محمد زيد أن "الهدف من وجود الخنازير البرية هو تدمير ما بقي من صمود للفلسطينيين، فهي تصل إلى مزارعهم وتدمرها والى منازلهم وتهاجمهم فيها، وتصل الى ما لا تصل اليه جرافات الاحتلال".

وذكر زيد لـ"فلسطين"، أن التكاثر السريع للخنازير يجعل منها معضلة حقيقية للفلسطينيين، وقتلها يحتاج إلى جهد جماعي، فهي تعيش في قطعان وتهاجم بشكل جماعي وتتسبب بحوادث مؤذية للمواطنين والمزارعين.

وأشار إلى أن سلطات الاحتلال تمنع قتل الخنازير وتقدم كل من يثبت عليه قتلها للمحاكمة العسكرية وتفرض عليه الغرامات المالية الباهظة.

بدوره، قال مدير دائرة الزراعة في محافظة قلقيلية م. أحمد عيد: "يوما بعد يوم تصبح ظاهرة الخنازير البرية خطيرة، فلم تعد تتحرك في الأراضي الزراعية بل في ساحات المنازل داخل القرى والبلدات الفلسطينية".

وأضاف عيد لـ"فلسطين": "إن وجود الخنازير في فناء المنازل يعني أن مهاجمتها لأصحابها باتت مسألة وقت، حيث تمت مهاجمة عائلات من قبل الخنازير ولولا عناية الله لكانت هناك حوادث لا تحمد عقباها".

وأشار إلى أن الاحتلال يتجاهل خطر الخنازير لأن المستوطنات محصنة من الناحية الأمنية، ويصعب عليها الدخول للمستوطنات وتهديد المستوطنين.

وتحدث عيد عن الخسائر الفادحة في الدفيئات الزراعية والمزروعات البعلية، قائلا: "قطعان الخنازير تقوم بشكل جماعي باقتحام الدفيئات الزراعية وتخريب ما فيها والزراعة البعلية من خلال دهسها وتخريبها بأجسامها الضخمة".