فلسطين أون لاين

حل عليه في مناسبات كعيد الفطر وولادة طفله البكر

السجن يلاحق الصحفي "منى".. ضحية الأسر لـ6 مرات

...
صورة أرشيفية
نابلس-غزة/ نور الدين صالح:

في منتصف ليلة الأول من أغسطس/آب الماضي، اقتحمت قوة تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي منزل الصحفي محمد منى من زواتا شمال غرب مدينة نابلس، غير مكترثة لحرمة البيت وطفليه النائمين.

تقدّم ضابط قوة الاحتلال وأراد الجلوس مع الصحفي منى وكان له ذلك، وأمضى معه دقائق معدودة، ثم أمر جنوده بأسره، دون إبداء الأسباب، وفق زوجته سوسن أبو العلا.

وتضيف أن قوة جيش الاحتلال حطَّمت محتويات المنزل بحجة التفتيش، ونقلته إلى مركز توقيف حوارة، جنوبي مدينة نابلس للتحقيق.

واقتاد جيش الاحتلال منى (37 عاما) الذي يعمل مديراً لإذاعة "هوا نابلس"، وزجّه في أحد سجونه، مخلِّفًا حالة من القلق والفزع والخوف لدى زوجته وأطفاله، وهو ما تتابع به أبو العلا حديثها مع صحيفة "فلسطين".

مرّت ستة أيام على الأسر، ثم أمر الاحتلال بسجنه إداريا لستة أشهر دون توجيه أي "تهمة" محددة، أو إجراء تحقيق معه.

وتبين أبو العلا، أن زوجها أنهى الشهور الستة الأولى من الأسر الإداري، في يوليو/تموز الماضي، لكنّ الاحتلال أعاد تجديد المدة.

ويعد الأسر الإداري إجراءً تتبعه قوات الاحتلال ضد الفلسطينيين دون تهمة محددة أو محاكمة، مما يحرمهم ومحاميهم من معرفة أسباب ذلك، وغالبا ما يجدد أمر الأسر الإداري لمرات متعددة.

وتُشير زوجة الصحفي منى، إلى أن عائلته تتقدم باستئناف للحكم الإداري بحقه بين الفينة والأخرى، لكن يُقابل بالرفض من محكمة الاحتلال، كان آخره في مطلع إبريل/ نيسان الجاري.

وتوضح أن الاحتلال يتجه لسياسة الأسر الإداري لأنه "مُريح" بالنسبة له، حيث يتم خلاله زج الفلسطينيين دون توجيه أي تهم لهم أو التحقيق معهم.

وهذا الأسر لم يكن الأول الذي يتعرض له منى بل هو السادس في سجون الاحتلال الإسرائيلي. وقضى هذا الصحفي ثلاث فترات في السجن ضمن سياسة الأسر الإداري دون توجيه أي تهم رسمية له، أو إخضاعه للتحقيق من نيابة الاحتلال.

ولم يقتصر الاحتلال على اعتقال وزج الصحفي منى خلف قضبان الأسر، بل "زاد الطين بلة" بمنع عائلته من زيارته بشكل منتظم، إذ تقول زوجته: "بعد معاناة وسلسلة من التحركات استطعنا الحصول على تصاريح أمنية لزيارته".

وتتسم التصاريح الأمنية التي تصدر بصعوبة، بأنها مؤقتة لزيارة الأسرىلمرة واحدة أو اثنتين على أبعد تقدير ولا تكون قابلة للتجديد.

مُناصر للأسرى

ويُعرف عن الصحفي منى أنه من مناصري ومتابعي قضايا الأسرى في سجون الاحتلال دوريا، حيث لا تكاد صفحاته الشخصية عبر مواقع التواصل الاجتماعي تخلو يوما من الأخبار التي تتحدث عن آخر مستجدات الأسرى.

ومما لا شك فيه أن الاحتلال اعتاد انتهاك حرمة عمل الصحفيين الفلسطينيين، ومنهم منى الذي يمارس عمله الصحفي بمهنية.

وتقول أبو العلا: إن الاحتلال ينتهك حرمة عمل الصحفيين الفلسطينيين، ولا يفرق بين أحد وآخر في اعتقالاته، "فالصحفي مستهدف لأنه صاحب كلمة حرة ومبدأ وينقل جرائم الاحتلال في مختلف المدن الفلسطينية".

وتوجه رسالة مفعمة بالألم تُطالب من خلالها المجتمع الدولي بضرورة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي، لإنهاء أسر الصحفيين، خاصة أن القوانين والمواثيق الدولية تنص على حرية التعبير والرأي وحماية الصحفيين.

وتنتقل أبو العلا إلى مشهد آخر من الحزن الذي خيّم على عائلتها، بعد أسر زوجها، وهي حالة الصدمة التي ألمَّت بطفليها حمزة وعبد الرحمن نتيجة تغييب والدهم.

وتذكر أن مراحل مهمة مرّ بها طفلاها دون وجود أبيهم إلى جانبهم، إضافة إلى أنهما يسألان عنه يوميًّا.

وتستعرض بعضاً من لحظات "الوجع" التي ألحقها الاحتلال بعائلتها، وكان منها أسر زوجها بعد أسبوع من قدوم طفله البكر حمزة بعدما اقتحم بيتهم، حيث أمضى حينها 10 أيام خلف قضبان الأسر.

أما المشهد الآخر، والكلام لزوجة الصحفي، فهو في 2013، حينما اعتقلته قوات الاحتلال قبل عيد الفطر بيوم واحد، وأمضى 20 شهرا في الأسر الإداري، ثم خاض إضرابا عن الطعام برفقة أسرى إداريين، واستمر قرابة 50 يوما.