لم يجد الأسير حسام الرزة، بابا أمامه سوى خوض معركة الأمعاء الخاوية احتجاجًا على اعتقاله الإداري في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رغم تدهور أوضاعه الصحية.
وبدأ الرزة (60 عاما) خوض الإضراب المفتوح عن الطعام في 19 مارس/ آذار الماضي، للمطالبة بإنهاء اعتقاله الإداري.
واعتقلته قوات الاحتلال في 17 نيسان/ أبريل الماضي 2018، وأصدرت بحقه أمر اعتقال إداري، ثم أمرين متتاليين بتجديد اعتقاله.
أسباب الاعتقال
وتعود أسباب اعتقال الرزة، وفقا لزوجته سناء الرزة، بسبب مطالبته وتحريه المستمر عن ظروف مقتل ابنته (إيمان 27 عاما) التي وجدت جثة هامدة في سكنها بمدينة رام الله وسط الضفة الغربية بـ24 مارس 2018م، وكمحاولة إسرائيلية لإخفاء الجريمة وطمس معالمها.
وذكرت الرزة أن سلطات الاحتلال وجهت تهمة جمع الأسلحة؛ بهدف الثأر لمقتل ابنته، على يد الاحتلال وأعوانه، مشيرة إلى أن زوجها يعاني من تدهور مستمر في أوضاعه الصحية بسبب إضرابه المفتوح عن الطعام.
وأشارت إلى أن وزنه أصبح 60 كيلوغراما بعد أن كان 86 كيلو غراما قبل عدة أشهر.
وقالت إن إدارة السجون نقلت زوجها إلى عيادة سجن "الرملة"؛ لارتفاع السكر وضغط الدم، وآلام المعدة، والتهاب مفاصل الجسم، وعدم مقدرته على الوقوف، مشيرة إلى أن زوجها يتعرض لإهمال طبي متعمد.
وناشدت زوجته المؤسسات الحقوقية والإنسانية كافة؛ لتحمل مسؤولياتها والوقوف إلى جانب زوجها والمضربين عن الطعام لإلزام الاحتلال بإطلاق سراحهم.
وتقتصر زيارة الأسير الرزة، على محامي مؤسسة الضمير لرعاية الأسير وحقوق الانسان، بعد منع عائلته من زيارته.
وأمضى الرزة، في سجون الاحتلال 18 عاما عبر سنوات متفاوتة، وكذلك نجله بدر (31 عامًا) أسير محرر اعتقل عدة مرات لدى الاحتلال وأمضى في اعتقاله الأخير عامين، وفي 24 آذار/ مارس أعادت قوات الاحتلال اعتقاله مجددا.
ضعف التفاعل
ووصف مدير الإعلام في وزارة الأسرى والمحررين إسلام عبده، حالة التضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام، بالضعيفة، ولا ترتقي إلى مستوى تضحياتهم ومعاناتهم؛ جراء الانتهاكات التي تمارسها إدارة السجون بحقهم.
وأشار عبده إلى عدد من الأسرى المضربين حاليا في سجون الاحتلال، وهم: الأسير محمد طبنجه الذي يخوض الإضراب منذ 25 آذار/ مارس الماضي، والأسيران حسن العويوي وعوده الحروب اللذان يخوضان الإضراب منذ 2 أبريل الجاري.
وأرجع أسباب ضعف حالة التضامن مع الأسرى، نظرا لتوقيت الإضراب الذي تزامن مع الهجمة الشرسة التي تعرض لها الأسرى احتجاجًا على تركيب أجهزة التشويش والاقتحامات والاعتداءات اليومية لغرفهم، والأوضاع التي تمر بها الأراضي الفلسطينية.
ودعا عبده المؤسسات الحقوقية والإنسانية المعنية بقضايا الأسرى لتحمل مسؤولياتها والوقوف إلى جانب المضربين عن الطعام وإنهاء معاناتهم، وعدم تركهم لقمة سائغة أمام إدارة السجون.
وتواصل سلطات الاحتلال اعتقال نحو 5700 أسير في سجونها بينهم 48سيدة، و230 طفلًا و500 معتقل إداري.