عقدت جميع الفصائل الفلسطينية عدا فتح مؤتمرا خطابيا في فندق الكومودور بغزة، استجابة لدعوة حماس للإعلان عن موقف فلسطيني موحد لرفض صفقة القرن. الاجتماع كان أمس السبت الساعة الحادية عشرة واستمر لما بعد الساعة الرابعة مساء، وحضرته جميع وسائل الإعلام العاملة في غزة.
لقد أجمعت جميع الفصائل على رفض الموقف الأميركي الإسرائيلي، وتعاهدت معا على إفشال المشروع الأميركي الذي يستهدف تصفية القضية الفلسطينية، وتحطيم ثوابتها، كحق العودة، والدولة والحدود، وقد رأت جميع الفصائل أن العدو وأميركا نفذا خطوات رئيسة من صفقة القرن على أرض الواقع قبل الإعلان عنها، ومن أهمها: ضم القدس والجولان، ورفض الدولة الفلسطينية، والاستيطان، وتصفية الأونروا، وفصل الضفة عن غزة، وتحريك قطار التطبيع العربي مع دولة الاحتلال.
وفي ثنايا الموقف من صفقة القرن أكد المجتمعون أهمية الوحدة الوطنية، وأهمية إنهاء الانقسام، وأهمية العمل الوطني المشترك لمواجهة مشروع الصفقة وإفشالها، وأسف الحضور لغياب حركة فتح عن الاجتماع، وأكدوا أهمية الانتخابات الفلسطينية الشاملة، ونبذ المناكفات الإعلامية، وأهمية الدورين المصري والأردني الرافضين للصفقة، وللوطن البديل، سواء في سيناء أو الأردن، وأهمية توحيد الموقف العربي خلف الموقف الفلسطيني الرافض، ودعوا دول الخليج لوقف التطبيع مع العدو.
ولم يغب عن المؤتمرين الدعوة إلى الانسحاب من اتفاق أوسلو، ومن التنسيق الأمني، ومن التبعية الاقتصادية لإسرائيل، ولكن المؤتمر لم يركّز على آليات عمل محددة لمواجهة صفقة القرن، وما جاء في كلمات الخطباء من آليات جاء مبعثرا هنا وهناك، وجاء مصبوغا بعموم القضية الفلسطينية، كالوحدة الوطنية، وإنهاء الانقسام، وكان الأجدى في نظري التركيز على عنوان المؤتمر (متحدون في مواجهة صفقة القرن) واشتقاق آليات عمل خاصة بمواجهة الصفقة. وكنت أود لو دعا المؤتمرون لمؤتمر عام أو مؤتمرات تجمع الكتّاب، والإعلاميين، والقضاة، والعلماء، وقادة المجتمع المدني، والجامعات، والوجهاء والنخبة ، لرفض صفقة القرن، حتى يدرك العالم أن الفصائل والشعب متفقون على رفض الصفقة.