تلثمت اللاجئة الفلسطينية ربا الحلبي التي تنحدر من مدينة المجدل المحتلة، بالكوفية الفلسطينية، وسط سحب الدخان التي شكلتها قنابل الغاز المسيل للدموع التي أطلقتها قوات الاحتلال الإسرائيلي من خلف السياج الفاصل، على بعد بضع مئات الأمتار من مخيم العودة شرق غزة.
وبرز علم فلسطين الذي رفرف بيد الحلبي (26 عامًا) من وسط الدخان، في الوقت الذي دوى فيه صوت رصاص أطلقه جنود الاحتلال صوب المشاركين في مسيرة العودة وكسر الحصار السلمية، التي تطالب بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي هجرتهم منها العصابات الصهيونية سنة 1948، وكسر الحصار الإسرائيلي المتواصل على غزة منذ 13 سنة.
وصدح صوت الحلبي قائلة لصحيفة "فلسطين": هذه رسالة أوصلها للاحتلال، أنني أتحداه رغم استخدامه العنف الذي أسفر عن استشهاد وإصابة الآلاف بينهم صحفيون ومسعفون منذ انطلاق المسيرة في 30 مارس/ آذار 2018.
وأضافت الفتاة العشرينية: أتوشح بالكوفية الفلسطينية منذ بداية المسيرة، وأشارك في فعاليات كل جمعة؛ للتأكيد على أن فلسطين وطن الشعب الفلسطيني الذي لن يتنازل عن أرضه وحقه في العودة.
وسبق أن تعرضت الحلبي للإصابة بقنابل الغاز المسيل للدموع، وفق إفادتها، لكن ذلك لم يثنها عن تجديد الانضمام إلى المسيرة.
ومثلت شخصية الملثم لا سيما في الانتفاضة الشعبية الأولى عام 1987 أنموذجًا للفدائي والنضال والمقاومة.
وفي الجمعة الـ56 لمسيرة العودة أمس التي حملت عنوان "الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام" أكدت الحلبي أن المسيرة نجحت في توحيد الفلسطينيين ميدانيًّا، مشددة في الوقت نفسه على ضرورة إتمام المصالحة.
وأبدت ثقتها في حتمية عودتها إلى مدينتها المجدل، ولو بعد حين.