فلسطين أون لاين

​هويدي: قضية أعادت إحياء القلوب في المخيمات الفلسطينية

لاجئون فلسطينيون يجمعون 100 ألف دولار لمريض بالقلب

...
صورة أرشيفية
بيروت-غزة/ أحمد المصري:

تحوّلت قضية الفلسطيني عبد الله محمود بلاطة من مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان، والذي يحتاج إلى إجراء عملية زراعة قلب، الى قضية رأي عام، حيث نجح لاجئون فلسطينيون بجمع 100 ألف دولار بعدما وجه والده وأهله وأقاربه نداءً انسانيًا للمساعدة.

وأتت حملة التبرعات بعد مسارعة لجان الاحياء والروابط والناشطين الفلسطينيين على مواقع التواصل، وقوى وفصائل وطنية وإسلامية، رجال الدين ووجهاء ومن مختلف المخيمات إلى إطلاق حملات لدعم ومساعدة المريض "بلاطة" تحت شعارات مختلفة "والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه"، "إنّ السابقين إلى فعل الخيرات في الدنيا هم السابقون إلى جنّات عدن يوم القيامة".

ووفقا للأطباء فالمريض "بلاطة"، يعاني من قصور في عضلة القلب، وهو بحاجة لعملية زرع قلب اصطناعي، ويرقد حاليًّا في غرفة العناية المشدَّدة في مركز لبيب الطبي في صيدا منذ (17) أبريل/ نيسان الجاري، وتبلغ تكلفة عمليته نحو 150 ألف دولار أمريكي، دفعت منها وكالة "الأونروا" (20) ألفا.

وعلّق مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين"، علي هويدي، بقوله: إن قضية المريض "بلاطة" أعادت إحياء القلوب في المخيمات والتجمعات الفلسطينية، وأعاد من جهة أخرى قضية اللاجئين لصدارة الواجهة والمتابعة.

وقال هويدي لـ"فلسطين": إنّ اللاجئين وعلى الرغم من العوز والفقر والحاجة، والأوضاع الاقتصادية الصعبة والقاسية التي تغلف حياتهم، إلا أنهم أظهروا جانبًا عظيمًا من التلاحم والتضامن مع المريض "بلاطة" على اعتباره لا يمثل شخصًا، بقدر ما أنه يمثل حالة جمعية ربما تقع في أسرة أي منهم.

وأكد أنّ جمع اللاجئين لمبلغ يصل إلى 75 ألف دولار رغم ما يعانونه أصلا من الفقر والعوز، وعدم قدرتهم لتأمين قوت يومهم، "شيء يفتخر به"، وأظهر أن الشعب الفلسطيني كالجسد الواحد المتلاحم والمتماسك.

وأضاف: "الجميع يظهر التضامن ويساهم ولو بالقليل، وصل إلى حد تبرع طلاب المدارس، والمؤسسات والمحلات التجارية، بل تعدى الأمر على مستوى المخيمات، إلى تبرع الفلسطينيين في أوروبا وأمريكا وغيرها".

ولفت هويدي إلى أن قضية "بلاطة" دقت بصورة أو أخرى ناقوس الخطر بما يتعلق في الملف الصحي "الاستشفاء" الخاص باللاجئين الفلسطينيين في لبنان، وأن نموذج المريض "بلاطة" من الممكن أن يتكرر ولا يجد حوله هذا النوع من التضامن والمساندة المادية بسبب الأوضاع الاقتصادية المعروفة.