فلسطين أون لاين

​الزير: المؤتمر يتعرض لمواجهة عنيفة من اللوبي الصهيوني

كوبنهاجن تستضيف مؤتمر "فلسطينيو أوروبا" السابع عشر

...
لندن-غزة/ أحمد المصري:

تستضيف العاصمة الدنماركية كوبنهاجن يوم غدٍ، مؤتمر "فلسطينيو أوروبا" في نسخته السابعة عشر، تحت شعار "بالوحدة والصمود حتمًا سنعود"، وذلك بمشاركة متوقعة من آلاف المواطنين الفلسطينيين المقيمين في الدول الأوربية، وأعداد من المؤسسات الأوروبية المناصرة للقضية الفلسطينية.

وقال رئيس المؤتمر ماجد الزير؛ إنهم "يعملون منذ انطلاق المؤتمر في العاصمة البريطانية لندن في العام 2003، وحتى يومنا هذا، لإظهار صورة مدى تمسك فلسطينيي أوروبا بحقهم في العودة إلى أرضهم للعالم أجمع".

وأشار الزير في تصريحات لوكالة "قدس برس"، إلى أنّ المؤتمر يهدف إلى زيادة اللحمة بين أبناء الشعب الفلسطيني في القارة الأوروبية، والعمل والتنسيق فيما بينهم، مضيفا "نسعى إلى التواصل مع الغربيين والسياسيين في الدوائر النافذة خدمة للقضية الفلسطينية".

وأوضح أن ما يميز المؤتمر هذا العام "أنه يأتي بعد كل الإجراءات التي اتخذت بحق القضية الفلسطينية، وما تسعى صفقة القرن إلى تطبيقه في عالمنا"، مشددا على أن "المؤتمر محطة ميدانية واضحة المعالم في رفض أبناء الشعب الفلسطيني، أينما كانوا للإجراءات والصفقات التي تحاك بحق قضيتهم".

وأفاد بأن المؤتمر سيشهد حضورًا سياسيًا ورسميًا فاعلًا على المستويين الدنماركي والأوروبي، مبينا "يستضيف المؤتمر شخصيات كرئيس الوزراء الأردني الأسبق طاهر المصري، ووزير الخارجية والمالية الدنماركي السابق موغينز لايكتوفت، ورئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية المغربي إدريس الإدريسي، وعدد من الشخصيات الفلسطينية والعربية والإسلامية والغربية".

وتابع: "تتحضر قاعات المؤتمر إلى استقبال وفد نقابي رفيع المستوى من العالمين العربي والغربي، لتدارس كيفية تفعيل النقابات في الداخل الفلسطيني والشتات"، منوها لاحتمالية أن يصدر عنه "إعلان كوبنهاغن لدعم النقابيين".

وعدّ الوصول للمؤتمر الـ17 في تاريخ فلسطينيي أوروبا، "إنجازًا للقضية الفلسطينية"، متمسكا، باستمراريتهدون توقف، لافتا إلى أنّ "الرؤية عند فلسطينيي أوروبا أصبحت واضحة وضوح الشمس، والمؤسسات الفلسطينية وصلت حد الاحتراف في عملها".

واستطرد: "يلقى المؤتمر اهتماما واسعًا من أبناء القارة الأوروبية، وهذا الشيء يدفعنا دائمًا إلى الاستمرار والتطور".

وكشف الزير أن المؤتمر "يتعرض إلى مواجهة عنيفة من قبل اللوبي الصهيوني"، متابعًا: "كما إن بعض الحساسيات الداخلية الفلسطينية تنعكس أيضًا على عملنا".

واستدرك: "لفلسطينيي أوروبا دور استراتيجي مهم، والاستقرار السياسي والقانوني الذي تؤمنه لهم القارة الأوروبية، وإعطاؤهم حقوقًا، كحرية الحركة والتعليم العالي (..)، هذا كله أعطى الفلسطينيين إمكانيات عالية على مستوى المساهمة في حل القضية الفلسطينية".

وأردف: "مستقبلنا جزء من مستقبل القضية الفلسطينية، وهو يعتمد بشكل أساس على وعي الشعب الفلسطيني عبر تفعيل دورهم ضمن منظومة، تخدم القضية الفلسطينية".

و"مؤتمر فلسطينيو أوروبا" واحد من أهم المؤسسات المتخصصة في الشأن الفلسطيني، وله دور بارز في توحيد الجهود الفلسطينية وتوظيفها في خدمة الحقوق الفلسطينية وفي مقدمتها حق العودة.

وقال المتحدث باسم المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج، في بريطانيا، زياد العالول، إن المؤتمر يأتي في وقتٍ حساسٍ جدًا يعصف بالقضية الفلسطينية، ويبرز كتأكيد على تمسك الفلسطينيين بحقوقهم وحق العودة دون أي تنازل أو تفريط.

وأكد العالول لـ"فلسطين"، أنّ مؤتمر "فلسطينيو أوروبا"، فرصة جيدة لإيصال صوت الحق الفلسطيني للأوساط والقوى والأحزاب ووسائل الإعلام والضغط الأوربية، وتوجيه رسالة أخرى للرئيس الأمريكي دونالند ترامب أن الفلسطيني لا يمكن بجرة قلم أن يُلغى حقه وسيبقى يناضل حتى اقامته دولته".

وشدد على أنّ من يراهن على هزيمة وانكسار الفلسطيني، هو واهم، وأنّ الفلسطينيين متمسكين بأرضهم وحقوقهم، ويدركون أن عمر الاحتلال على أرضهم بات قصيرا، ولم يتبق من هذا العمر إلا سنوات قليلة.

ولفت إلى أن العالم كله بات يدرك بشاعة الاحتلال، وعدم شرعيته، وأن هذا الاحتلال ذاته لم يعد كما كان سابقا، من حيث الدعم والتأييد ووجود الحاضنة السياسية، وصارت ادارة واشنطن متمثلة بشخص "ترامب" من يمده (الاحتلال) بالحياة.

وقال العالول إنّ مؤتمر فلسطيني أوروبا في نسخته الأخيرة، وجد أثناء التحضير ضعفا في التجاوب لإقامته من قبل المستوى السياسي في الدنمارك، غير أنّ ما توفر من معلومات حول الأعداد المشاركة في المؤتمر، والشرائح والنخب القيادية من حول العالم أدى لانعكاس هذا الموقف.

يشار إلى أن النسخة الأولى من مؤتمر فلسطينيي أوروبا انعقدت في العام 2003م، بالعاصمة البريطانية لندن، ثم تنقلت بعد ذلك عبر عدد من العواصم والمدن الأوروبية بشكل سنوي دون انقطاع، وكان آخرها في مدينة ميلانو الإيطالية في نيسان الماضي من العام 2018.