فلسطين أون لاين

​"إزاحة الثوابت الوطنية".. خطوات استباقيّة قبل الإعلان عن صفقة القرن

...
غزة/ نور الدين صالح:

تسابق الولايات المتحدة الأمريكية برئاسة دونالد ترامب الزمن في محاربتها للثوابت الوطنية الفلسطينية مثل القدس والاستيطان واللاجئين، بهدف إزاحتها عن الساحات الدولية والعربية ومنع الحديث فيها خلال أي مفاوضات تسوية مستقبلية.

وجنّدت الإدارة الأمريكية مسؤوليها السياسيين لإعلان خططها الرامية لشطب الحقوق الفلسطينية، والتي تندرج تحت ما يُسمى بـ"صفقة القرن" والتي تلخّصت جلّها حول رفع وتيرة الاستيطان في الضفة وشطب حق اللاجئين وجعل القدس عاصمة للكيان الإسرائيلي، وفق ما ذكرت وسائل إعلام اسرائيلية وامريكية.

وكان صهر ترامب، جاريد كوشنير وجه رسالة سرية لشخصيات مهمة في البيت الأبيض، تظهر تأييده لوقف المساعدات المالية لـ"أونروا" بشكل كلي، وفق ما نشرت مجلة فورين بوليسي الأمريكي.

تفريغ قضية اللاجئين

في هذا الإطار، يقول مدير عام دائرة شؤون اللاجئين بالضفة سابقاً سعيد سلامة: إن الإدارة الأمريكية تحاول استصدار تشريعات عدة من الكونغرس، من أجل تفريغ قضية اللاجئين من محتواها، رغم القرارات الدولية التي نصت عليها وأبرزها قرار 194.

وأوضح سلامة لصحيفة "فلسطين"، أن الولايات المتحدة تحاول من خلال جهات دولية تحويل تفويض صلاحيات ومهام الوكالة للمفوضية العليا لشؤون اللاجئين، لتوطينهم في أماكن تواجدهم أو ترحيلهم لدول أخرى، بهدف إغلاق قضية اللاجئين.

وبحسب قوله، فإن الإدارة الأمريكية تتلاعب في تعداد اللاجئين والإحصائيات الخاصة، وحصر مصطلح "لاجئ" على من ولدوا قبل عام 1948، الأمر الذي سيؤدي إلى التقليل من أعداد اللاجئين.

وأضاف أن "البدائل التي حاولت طرحها الولايات المتحدة كثيرة، لكّن إرادة الشعب الفلسطيني وتمسكه بحقوقه الكاملة بالعودة كانت حاضراً بقوة"، مشيراً إلى أنها الأساس في مقاومة المشاريع التصفوية للقضية الفلسطينية بشكل عام واللاجئين خاصة.

وشدد سلامة على أن "الشعب الفلسطيني لا يزال متمسكاً بثوابته الوطنية وحقه في العودة رغم مرور 71 عاماً"، منبّهاً إلى أن صمود الفلسطينيين كفيل بإحباط المؤامرة الأمريكية وانحيازها لـ(اسرائيل) في تصفية قضية اللاجئين.

القدس والاستيطن

مما برز أيضاً من بعض الخطط الأمريكية هو استهدافها المباشر لمدينة القدس وإعطاء الضوء الأخضر للاحتلال بمزيد من الاستيطان في مدن الضفة الغربية، في محاولة منها لبسط سيطرتها المُطلقة عليها.

وفي وقت سابق، كشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، أن الخطة الأمريكية تنص على أن الفلسطينيين سيحصلون على دولة غير متواصلة في الضفة وغزة، والابقاء على معظم المستوطنات تحت السيطرة الاسرائيلية ولن يحصل الفلسطينيون على شرقي القدس كعاصمة لدولتهم.

يقول مدير دائرة الخرائط ونظم المعلومات الجغرافية ببيت الشرق في القدس المحتلة خليل التفكجي: "إن قضية الاستيطان في القدس هي ليست صفقة القرن إنما هي ضمن برنامج اسرائيلي واضح بأن القدس خارج قضية المفاوضات".

وأوضح التفكجي لصحيفة "فلسطين"، أن هذا البرنامج يزداد قوة أو ينقص حسب الإدارات الأمريكية المتعاقبة، مشيراً إلى أن الاحتلال فرض أمراً واقعاً جديداً في الضفة والقدس.

وبيّن أن فترة تولي ترامب شجعت الاحتلال على التهام المزيد من الأراضي في الضفة والقدس المحتلتين، مشيراً إلى أن مسألة نقل سفارة واشنطن للقدس عززت قضية الاستيطان.

وأضاف أن "الاحتلال استطاع فرض أمر واقع على الضفة والقدس، لذلك فإن الإعلان عن ما يسمى بصفقة القرن يأتي تتويجاً لذلك".

وفيما يتعلق بالاستيطان، ذكر التفكجي أن الاستيطان أصبح أمراً واقعاً منذ عام 1993، ومسألة ضم الأراضي حاضرة قبل مجيء الإدارة الأمريكية الجديدة، "لكنه ازداد بعد إعطاء ترامب الضوء الأخضر لـ(اسرائيل)".