أعلنت منظمة الصحة العالمية، أن مالاوي يعتبر أول بلد إفريقي يطلق برنامجا للقاح تجريبي، لتحصين الأطفال ضد مرض الملاريا.
ويتسبب المرض الذي ينقله البعوض، بوفاة 435 ألف شخص سنويا، في إفريقيا، معظمهم أطفال دون سن الخامسة.
ووفق وكالة "أسوشيتد برس" الأمريكية، فإنه رغم أن اللقاح لا يمنع الإصابة بالمرض تماما، وإنما يحمي ثلث الأطفال الحاصلين عليه، إلا أنه يخفض، في معظم الحالات، من درجة المرض عند الإصابة به.
ونقلت الوكالة عن بيدرو ألونسو، مدير برنامج مكافحة الملاريا التابع لمنظمة الصحة العالمية، قوله إن "عملية التطعيم في البلد الواقع جنوب شرق إفريقيا، تعتبر لحظة تاريخية".
ولفت ألونسو إلى أنه "كان من الصعب للغاية تطوير لقاح ضد الطفيليات بدلاً من البكتيريا أو الفيروسات"، معترفا بأن اللقاح يتضمن "عيوبا".
لكنه، شدد في المقابل على أن العالم لا يستطيع انتظار خيارات أفضل، قائلا: "لا نعلم كم من الوقت قد يستغرق تطوير لقاح من الجيل الجديد".
وتابع: "قد يستغرق ذلك العديد والعديد من سنوات".
ووفق ألونسو، فإن برامج التطعيم المماثلة ستبدأ في الأسابيع المقبلة في كينيا وغانا، بهدف الوصول إلى حوالي 360 ألف طفل في البلدان الثلاث (إضافة إلى مالاوي).
من جانبه، قال أليستر كرايغ، عميد قسم العلوم البيولوجية في جامعة ليفربول للطب الاستوائي ببريطانيا، إن "هذا اللقاح لا يصل إلى درجة الكمال، ولكن مع ذلك لديه القدرة على إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح".
وأكد كرايغ الذي قالت الوكالة إنه لا تربطه أي صلة بمنظمة الصحة العالمية أواللقاح، أن تحصين الأطفال الذين يشكلون الحلقة الأضعف خلال موسم الملاريا، قد يمنع مرض الآلاف منهم أو موتهم.
وتم تطوير اللقاح، الذي يعرف باسم "موسكيركس"، من قبل شركة "غلاكسو سميث كلين"، أكبر شركة أدوية بالعالم، وحصل على رخصة من قبل وكالة الأدوية الأوروبية في 2015.
وأظهرت تجارب سابقة فعالية اللقاح على 30 بالمائة من الأطفال الذين يتلقون أربع جرعات منه.
ولكن التجارب أظهرت أيضا أن هذه الحماية تتلاشى مع الوقت، وأن للقاح آثار جانبية مثل الآلام والحمى والتشنجات.

