ماذا يعني أن تضم (إسرائيل ) منطقة C من الضفة الغربية إلى دولة ( إسرائيل)؟! الإجابة الجغرافية تقول : إنه يعني ضم 60% من أراضي الضفة الغربية؟! ومن ناحية سياسية يعني استحالة قيام دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967م، ويعني نهاية مأساوية لمشروع حل الدولتين، ولمشروع المفاوضات، وربما يعني، أو ينبغي أن يعني أن الفلسطينيين بحاجة إلى ثورة جديدة، تقطع العلاقة قطعا تاما مع أوسلو، ومع مجتمع دولي صامت لا يعرف غير الأقوياء.
ماذا سيفعل عباس إذا ما وقع نتنياهو على هذا القرار؟! وماذا ستعمل فتح والمنظمة؟! ثم ماذا ستعمل حماس والجهاد؟! هذه الأسئلة التحضيرية الاستشرافية تحمل إحراجا لهذه الأطراف مجتمعة، ولكنها مع ذلك أسئلة ملحة وتحتاج إلى إجابة قبل أن تقع الكارثة، والعاقل من يرى الكارثة قبل وقوعها، والغافل من يختنق بها بعد أن تقع.
تحدثت ( إسرائيل) طويلا في سنوات خلت أنها في حاجة للجولان السوري، وجاء اليوم الذي اعترفت فيه أميركا بضم الجولان ، ووقفت سوريا الدولة تتفرج، بلا حول لها ولا قوة، لأنها لم تكن ترى الكارثة قبل وقوعها، وعندما وقعت الكارثة بلعت الحكومة لسانها، لأنها لم تكن قد أعدت لهذا اليوم عدته اللازمة؟! فهل تسير السلطة والفصائل على رسم الدولة السورية؟!
يبدو أن النسيان قد أصابني أيضا حين ضربت المثل بالجولان، وبالدولة السورية، وكان الأجدر أن أضرب المثل بالقدس، والسلطة، وهو مثل أقرب، وأوضح، ويحمل مشاعر دينية لا تحملها الجولان العربية.
لماذا يقرأ عباس في التهدئة التي تجريها حماس مع العدو، إرهاصات دخول حماس في صفقة القرن، وهي قراءة خطأ لأنها تقوم على المناكفة والتشهير، ومع ذلك، نقول: لماذا لا يقرأ إرهاصات ضم منطقة C من الضفة الغربية؟! مع أن هناك تصريحا إسرائيليا واضحا بهذا؟! إن الهروب من قراءة الكارثة قبل وقوعها، لا يمثل طوق نجاة للهاربين، بل هو فعل النعامة حين ترى عدوها؟!
هل يمكن أن نقول للجميع دعونا من حماس وفتح، ودعونا ممن فاز أو خسر في بيرزيت، واجتمعوا معا على مواجهة جريمة ضم الضفة من خلال مؤتمر مشترك في غزة والضفة، يضع برنامج مواجهة لما هو آت من جرائم الضم والتهويد والتهجير. (لا تلعنوا الظلام، وأضيئوا شمعة)، ففيها كفاية لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.