وافق أمس، الذكرى السادسة والعشرين لعملية أسر كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، الضابط في جيش الاحتلال الإسرائيلي "شاهار سيماني" من القدس المحتلة.
وذكر الأسير المحرر ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، أيمن أبو خليل، في حديثه عن حيثيات العملية البطولية التي تمت في 20 إبريل/ نيسان 1993، أن الهدف كان منها الإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال، مشيرًا إلى نجاح أسر الجندي الإسرائيلي "أرييه فرنكتال" في يوليو/ تموز من العام ذاته، ولأجل السبب ذاته.
وأوضح أبو خليل في حديث سابق للموقع الإلكتروني لكتائب القسام، أنه تم تشكيل خلية تكونت من مجموعتين أطلق عليها اسم "الوحدة المختارة رقم 7"، اعتمدت في بياناتها العسكرية على قيادة القسام في قطاع غزة، عن طريق الشهيد صلاح جاد الله؛ لعدم لفت انتباه الاحتلال إلى العمل العسكري في القدس.
وكان الشهيد جاد الله قد أطلق اسم "الوحدة المختارة رقم 7"، على الخلية، التي عرفت لاحقًا بـ"خلية القدس"، بعد صدور البيان الأول الذي تبنت فيه كتائب القسام أسر "سيماني".
ولفت أبو خليل إلى أنه مع تعقد أوضاع الأسرى في السجون، اتخذوا قرارًا بتنفيذ عمليات أسر كنوع من التحدي لإجراءات الاحتلال التي اتبعها لحماية جنوده من الأسر، عقب نجاح كتائب القسام في أسر "نسيم طوليدانوا" والجندي "يارون حمس"، وقد باركت قيادة القسام في غزة هذا القرار عن طريق "جاد الله".
وبين أن مجموعة كلفت بتنفيذ عملية أسر، تكونت من طارق أبو عرفة وقد كلفت بسياقة السيارة؛ لإتقانه اللغة العبرية، وبجواره الشهيد راغب عابدين، في حين كان هو قائدهم يجلس في المقعد الخلفي.
وفي اليوم الموعود، وجدت المجموعة، وبالتحديد في منطقة "كريات ملاخي"، ضابطًا إسرائيليًّا يقف على جنبات الطريق ويحمل سلاحًا من نوع "إم 16 قصير"، فأوقف أبو عرفة السيارة لذلك الضابط الذي كان يشير إليها، وفور صعوده، تظاهر "أبو خليل" بالنوم وهو يرتدي "قبعة" المستوطنين، فجلس الضابط ومن ثم انطلقت السيارة به.
كانت علامة تحرر "عابدين" من حزام الأمان إيذانًا بالبدء بالخطة التي رسمتها الخلية، وبشكل مباشر قام "أبو خليل" الذي يجلس بجوار الضابط الإسرائيلي بإشهار مسدسه في وجهه، وكذلك فعل "عابدين"، مطالبينه بتسليم سلاحه.
حاول الضابط مهاجمتهما، ما دفع "أبو خليل" لتثبيت سلاحه بيده اليمنى، وإطلاق رصاصتين من مسدسه بشكل مباشر عليه، ما أدى لمقتله على الفور، أعقب ذلك مواصلة المجموعة طريقها متجهة إلى "بيت حنا" شمال القدس، متوجهة إلى عبد الكريم بدر، الذي كان أحد أفراد المجموعة الثانية لتكمل مهمة إخفاء جثة الضابط.
اتجهت المجموعة الثانية إلى أحراش "بيت حنا" وأخفت الجثة هناك، ووضعوا بيانات للقسام لتبني العملية في حال عثر الاحتلال على الجثة.
في صبيحة اليوم الثاني من العملية، عثر مزارعون على جثة الضابط الإسرائيلي، فلما ذاع خبر مقتله على وسائل الإعلام، أرسل "أبو خليل" الوثائق وأوراق الضابط وشريط الفيديو الذي كان بحوزته إلى قيادة القسام في قطاع غزة، في حين بقيت بندقيته بحوزة الخلية التي نفذت بها عمليات أخرى.