نشرت وسائل إعلام أمريكية تفاصيل لوثيقة سرية وجهها جارد كوشنر مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب إلى شخصيات مهمة داخل البيت الأبيض عن طريق البريد الإلكتروني حول خطة التسوية المعروفة إعلاميًّا باسم "صفقة القرن".
وذكرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية أن كوشنر أرسل الوثيقة إلى الشخصيات البارزة يوم 11 يناير/ كانون ثانٍ 2018، التي فضّل فيها وقف المساعدات المالية لـ(أونروا) كليا، وإنهاء عملها "لتسوية" قضية اللاجئين الفلسطينيين.
ورأى كوشنر في الوثيقة المسربة ضرورة استيعاب اللاجئين الموجودين في الدول العربية وإبقائهم فيها، على أن تتولى السلطة الفلسطينية المسؤولية الكاملة عن اللاجئين والفلسطينيين كافة في قطاع غزة والضفة الغربية.
وزعم كوشنر أن وكالة "أونروا" لا تساعد في حل وتسوية الصرع، وأنه من الضروري حلها وإنهاء عملها كليا، مشيرًا في رسالته إلى أنه يهدف لـ "تحسين الأمور كثيرا وليس إبقاءها كما هي".
وقال كوشنر: "قضية اللاجئين ستبقى دومًا نقطة شائكة، وإلغاء عمل (أونروا) سيزيل هذه القضية عن المفاوضات، وإبقاؤها سيديم الوضع الراهن، ولن يساعد في تحقيق السلام المنشود"، وفق تعبيره.
ووفقًا للمجلة ذاتها فإن الوثيقة التي ستنشر لاحقًا بالكامل، تظهر موقف كوشنر المتحيز لـ(إسرائيل) أمام إحدى أهم القضايا حساسية بالنسبة للفلسطينيين والعرب (القضية الفلسطينية بما فيها اللاجئون).
والأربعاء الماضي أعلن جارد كوشنر عن موعد طرح "صفقة القرن"، وقال: إن "خطة السلام ستعلن بعدما تشكل (إسرائيل) حكومة ائتلافية في أعقاب فوز بنيامين نتنياهو بالانتخابات، وبعد انتهاء شهر رمضان، في أوائل يونيو/ حزيران المقبل".
وتتكتم الإدارة الأميركية على تفاصيل "صفقة القرن"، مع تشديدها في السابق على أنها ستُعرض بعد الانتخابات الإسرائيلية، التي جرت مؤخرًا.
"الصفقة فشلت"
مدير عام مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية بمنظمة التحرير محمد عليان أكد أن المحاولات الدؤوبة من الإدارة الأمريكية وسلطات الاحتلال لضرب مؤسسة (أونروا) باءت بالفشل، مشيراً إلى أن المعلومات التي ذكرتها الوثيقة المسربة ليست جديدة.
وقال عليان في حديث لـصحيفة "فلسطين": "أونروا الشاهد الدولي على جريمة الاحتلال الإسرائيلي بتهجير أبناء شعبنا الفلسطيني، وترامب والاحتلال يحاولان تصفيتها إلى جانب إضعاف وضرب المشروع الوطني الفلسطيني والثوابت الوطنية".
وأضاف: "الكل الفلسطيني يدرك الخطر الحقيقي لصفقة القرن، ويرفض أي مبادرة لتصفية القضية الفلسطينية"، مشيراً إلى أن المواجهة الحقيقية للصفقة تتم بـ"وعي الشعب الفلسطيني، وتمسكه بحقوقه واستمراره بالنضال والمقاومة للاحتلال الإسرائيلي".
من جهته، أوضح مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين" علي هويدي، أن صفقة القرن لا تستهدف (أونروا) وقضية اللاجئين فقط، بل تستهدف القضية الفلسطينية كلها، مشيراً إلى أن الصفقة أمريكية فقط، ولا تحظى بتوافق عربي وإسلامي ودولي.
وقال في حديث لـصحيفة "فلسطين": "تتمسك دول الاتحاد الأوروبي بالأونروا، كحاجة إنسانية ضرورية لأكثر من 6 ملايين لاجئ فلسطيني، بما تمثله من عنصر أمان واستقرار في المنطقة العربية".
وأضاف: "تمثل الأونروا انعكاسا لموازين قوى داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة وبالتالي بقدر ما تنجح صفقة القرن بتنفيذ بنودها على مستوى المنطقة حتماً ستتأثر المؤسسة الأممية، والعكس صحيح".
وشدد هويدي على أن الكل ينتظر فعلا ما على مستوى الضفة وقطاع غزة في وجه الاحتلال يقلب الطاولة ويعيد خلط الأوراق، منبهًا إلى أن ذلك سينعكس إيجابًا على كل ملفات القضية الفلسطينية.