قائمة الموقع

​تقسيط العمرة.. نظام فرضته صعوبة الأوضاع في غزة

2019-04-19T11:55:52+03:00
اللجوء إلى التقسيط مناسب لأصحاب العائلات ذات الدخل المحدود

بعد السماح بإعادة تسيير رحلات العمرة من غزة أعلن تقديم تسهيلات بشأن التسجيل للعمرة بنظام التقسيط على مدى 12 شهرًا، بهدف التيسير على المواطنين، واستقطاب أعداد أكبر من المواطنين الراغبين في أدائها، صحيفة "فلسطين" استطلعت آراء مواطنين في تقسيط العمرة.

وقال الشاب العشريني رائد أبو جراد: "والله، أتمنى أن أشارك في رحلة عمرة، لكن من وجهة نظري: العمرة عبارة عن عبادة وسنة، ومن هنا يجب أن يكون العمل خالصًا لوجه الله صافيًا لا تشوبه شوائب".

وأعرب عن اعتقاده أن العمرة بالتقسيط حتى لو كانت من باب التخفيف؛ فهي تدخل في شبهات بسبب التعامل مع بعض البنوك، مشيرًا إلى أن الأوضاع الاقتصادية الصعبة في غزة تدفعه إلى تأجيل التفكير في العمرة، مع تشوقه الكبير إلى زيارة الأراضي المقدسة، وبيت الرسول، والكعبة المشرفة.

وتابع أبو جراد حديثه لـ"فلسطين": "الأوضاع الصعبة تجعلنا نؤجل التفكير في العمرة، ونسأل الله (تعالى) أن يرزقنا إياها قريبًا، وأن تتحسن الأوضاع والظروف".

وقالت ميسون أبو حميد (37 عامًا) عن أداء العمرة بالتقسيط: "إن الذهاب إلى العمرة يروي ظمأ الاشتياق إلى بيت الله الحرام"، مشيرة إلى أن ضيق وضعها المادي لا يسمح بدفع 800 دينار أردني للعمرة، ويأتي التقسيط منقذًا من ذلك.

وتابعت حديثها: "لكن ذلك قد يسبب انشغال فكري طيلة وجودي هناك في أثناء أداء مناسكها بكيفية التسديد وتحصيل المبلغ".

وأوضحت المواطنة عزيزة سالم (45 عامًا) أن الكثير من المواطنين يرغبون في أداء العمرة، وزيارة بيت الله الحرام، وقد يلجأ بعضهم إلى الاقتراض من أجل السفر، أو يستعين ببعض الشركات التي تتيح إمكانية العمرة بالتقسيط.

ورأت أن اللجوء إلى التقسيط مناسب لأصحاب العائلات ذات الدخل المحدود لأداء العمرة، ولكن من ناحية دينية قد يدخل الشخص في الحرام، أو يسبب له ذلك مشاكل لعدم قدرته على التسديد.

وأضافت سالم: "إذا كان في أداء فريضة الحج لم يحمل الله النفس فوق طاقتها، وذكر في كتابه العزيز أنه على من استطاع إليه سبيلاً".

ورأى عبد الله عيسى أن أداء العمرة مع تردي الظروف ومعاناة الناس في قطاع غزة، وحالة الفقر والعوز التي يعيش فيها معظم سكان القطاع؛ صعب جدًّا، خاصة مع قلة الرواتب، ولذلك يلجأ بعض إلى نظام التقسيط لأداء العمرة.

وأوضح أن السلبي في الأمر أن بعضًا يعد التقسيط، وتسديد المبلغ للبنك مع الفوائد، أو للجهة المقسطة قد يدخل في سياق الربا، ومن ناحية أخرى أن فتح هذا الباب أمام المواطنين قد يؤدي إلى زيادة المدينين في المجتمع، مع صعوبة الأوضاع، وعدم القدرة على السداد.

ويأمل أكثر من مليوني نسمة في قطاع غزة تحسن الأوضاع الاقتصادية المتردية، نتيجة استمرار الحصار الإسرائيلي المستمر منذ ما يزيد على 12 سنة مضت، والإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة الفلسطينية برئاسة محمود عباس، وسط جهود فصائلية وعربية وأممية تبذل لكسر الحصار وتحسين الاقتصاد.
اخبار ذات صلة