أسير مكبل بالقيود يحدق في شعاع النور المنبعث من نافذة صغيرة داخل غرفة معتمة, تحيط به جماجم رفاقه الأسرى الذين ضحوا بحياتهم من أجل الوطن و الذين هُدمت أحلامهم و آمالهم خلف قضبان السجون.
هذا ما جسدته الطفلة الفنانة حنان النخال (15 عاماً), في لوحتها الفنية, حيث وقفت بجانبها لتشرح بعيون حزينة معاناة الأسرى وآلامهم و حقهم في الحرية التي حرمتهم منها قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وقالت النخال: (إسرائيل) لا تكترث للأعمار أو الأحلام أو المستقبل, هي فقط تُقيد المواطنين الفلسطينيين وتهدم أحلامهم, بينما لا يهتم الأسير لشيء سوى حرية وطنه و استقلاله.
جاء ذلك في معرض فني أقامته بلدية غزة على ركام قرية الفنون و الحرف غرب مدينة غزة بعنوان "من بين الركام", ليصدح بمعاناة الأسرى و آلامهم من خلال لوحات و ألوان دون صوت أو لغة و بطريقة مختلفة بعيدة عن المناشدات والهتافات.
الفنانون والفنانات المشاركين في المعرض جسدوا بلوحاتهم الفنية ألوان الألم والمعاناة والممارسات اللاإنسانية للسجان الاسرائيلي، وعبروا عن مشاعرهم الحزينة لما يعانيه الأسرى يوميا داخل السجون.
هذه المرة لم تعلق لوحات الفنانين على جدران قرية الفنون التي لطالما احتضنت المعارض الفنية والثقافية المتنوعة على مدار سنوات طويلة، لكن القرية لم تخذل الأسرى فقررت أن تضم لوحات الفنانين على ركامها.
الفنان ضياء ماضي وقف مقابل لوحته التي جسد فيها ظلام السجون بالخلفية السوداء, وحلم الأسرى بالحرية و كسر القيود بحمام يحلق في السماء خارج القضبان, بينما تغلق عينيه قيود السجان المحتل التي تحجب عنه كافة عناصر الحياة التي ينعم بها أي إنسان عادي.
وأوضح ماضي أن تفكير الأسير بوطنه و حريته تكسر كافة القيود الفكرية التي يفرضها السجان الإسرائيلي, والتي جسدها بالقيود المحطمة, مشيراً إلى حق كافة الأسرى بالحرية و الحياة الكريمة.
من جهته، قال م.عماد صيام مدير عام الشؤون الثقافية في بلدية غزة، رغم الدمار الذي خلفه القصف الاسرائيلي لقرية الفنون والحرف إلا أن بلديته أقامت المعرض الفني بين ركام مبنى القرية.
ويذكر أن قرية الفنون والحرف التابعة لبلدية غزة، تعرض لقصف غاشم من طائرات الاحتلال الحربية في يوليو/ تموز 2018، ما أسفر عن تدمير المكان بشكل شبه كامل.
وحسب صيام فإن اختيار العنوان يعود إلى طائر الفنيق الذي ينطلق و يحلق عادةً من بين الركام, و كأن أسرانا البواسل الأن بين الركام و سيحلقون كطائر الفنيق بإذن الله.
وأكد ضرورة وضع قضية الأسرى على قائمة الاولويات باستمرار المشاركات الشعبية و الثقافية و القانونية لتحرير أسرانا البواسل.
وقال صيام في رسالته للأسرى:" أنتم في حدقات العيون لا تفارقون عقولنا ندعوا لكم كما ندعوا لأبنائنا ندعو لكم بالفرج القريب ثبتكم الله نصركم الله و سدد خطاكم".