رفضت سلطات الاحتلال الاسرائيلي، اعطاء المسيحيين في قطاع غزة تصاريح لزيارة المواقع المسيحية في مدينة القدس وبيت لحم خلال عيد "الفصح".
وذكرت صحيفة "هآرتس" العبرية الصادرة اليوم الأربعاء، أن سلطات الإسرائيلية سمحت فقط لنحو 200 مسيحي فلسطيني من غزة، ممن تزيد أعمارهم عن 55 عامًا، بالمغادرة لقضاء عطلة "عيد الفصح"، ولكن فقط في الأردن، وليس في كنيسة القيامة في القدس المحتلة.
ونقلت الصحيفة عن الناشط المسيحي، إلياس الجدلة، قوله: "يصادقون لنا فقط على سفر 200 شخص من جيل 55 عاما وما فوق، إلى (معبر اللنبي) ومنه إلى الأردن، ما الذي سنبحث عنه هناك، خاصة وأن الأمر يتعلق بكبار السن؟".
ويضيف: "عمليا، ربما يخرج 30 أو 40 شخصا لديهم ما يبحثون عنه في الخارج، لكننا نريد الذهاب إلى كنيسة القيامة وبيت لحم، وزيارة الأقارب والأصدقاء في الضفة الغربية".
وتابع:" تزعم (إسرائيل) أن هناك حرية عبادة ومحادثات حول التسهيلات، لكن في الممارسة العملية تزيد فقط من الإغلاق والضغط ".
و عادةً ما يتم تقديم 800-900 طلبًا للخروج إلى القدس والضفة الغربية، وحقيقة أنه لم يتم الرد إلا على 200 طلب، تدل على أن هذه ليست مسألة تسهيلات..
وفي السياق ذاته، قالت منظمة "غيشاه" (يسارية إسرائيلية)، إنها تلقت شكاوى بشأن القيود المفروضة في "عيد الفصح".
ونقلت "هآرتس" عن المنظمة إن "هذا الانتهاك الشديد لحرية الحركة وحرية العبادة والحق في الحياة العائلية لمسيحيي غزة ليس سوى مثالا على عملية أوسع لتنفيذ سياسة الفصل الإسرائيلية."
ووفقا للمنظمة، فإن "الهدف من هذه الخطوة هو تعميق الانشقاق بين أجزاء الأرض الفلسطينية، أيضا، للتمهيد للضم المستقبلي للضفة الغربية.
وقالت: "إسرائيل ملزمة بالعمل وفقًا للقانون الدولي لحقوق الإنسان واحترام حقوق الفلسطينيين في حرية التنقل وحرية الدين والعبادة. يشكل حظر الفرصة للاحتفال بالعيد بين أفراد الأسرة عقوبة جماعية، ليس لها أي تبرير امني".
وأكد ما يسمى مكتب منسق أعمال حكومة الاحتلال في المناطق الفلسطينية، منح تصاريح لـ 200 شخص فقط، من سن 55 عاما وما فوق، والسماح لهم بالمغادرة إلى الأردن دون إمكانية الوصول إلى القدس أو الضفة الغربية.
وزعم مكتب المنسق أنه يعمل وفقا لمعايير الأمن وأن المسؤول عن تحديد الشروط هو الجهاز الأمني.
ويلزم الفلسطينيين الحصول على تصاريح إسرائيلية خاصة من أجل الدخول إلى مدينة القدس المحتلة.
وتنظم في كنيسة القيامة خلال الأيام القادمة احتفالات عيد الفصح المسيحي، بمشاركة مسيحيين من القدس والأراضي الفلسطينية المحتلة، وأنحاء العالم.
وتشير تقديرات إلى وجود ألف مسيحي في قطاع غزة من أصل مليوني فلسطيني يعيشون هناك.
ويتبع نحو 70 في المائة من مسيحيي قطاع غزة لطائفة الروم الأرثوذكس، بينما يتبع البقية طائفة اللاتين الكاثوليك.