قبل أيام معدودة قصفت البحرية الصهيونية (مصياف) السورية. القصف المدمر كان بصواريخ كروز شديدة الانفجار. الصواريخ استهدفت مواقع تخزين وتحسين قدرات صواريخ زلزال الإيرانية في مصياف، قرب محافظة حماة. يقول الخبراء إنها المرة الأولى التي تقصف بها (إسرائيل) المواقع السورية من البحر. التفسير المحتمل لهذه الطريقة ربما يكمن في خشية اصطدام الطيران الإسرائيلي بالطيران الروسي. وربما كانت (إسرائيل) ترغب في إذلال الطرف السوري والإيراني معا، بعد تفاهم غير معلن مع الجانب الروسي.
القصف انتهى بهدوء دون مقاومة، والنتائج جاءت كما حددتها (إسرائيل) مسبقا، ووقف الطرف السوري والإيراني يقضمان أصابعهما، وكأنما ما حدث متوقع، أو لا رد عليه. حتى عبارات التهديد بالانتقام في الوقت المناسب، والمكان المناسب اختفت من وسائل الإعلام.
لماذا وقفت سوريا عاجزة عن الكلام، وهي التي استأسدت على الداخل السوري، في السنوات التي خلت؟! (إسرائيل) مخيفة، والاقتراب منها مخيف. وإيران لا تريد حربا مع (إسرائيل) على الأراضي السورية، وإيران وسوريا لا يضمنان موقف روسيا إذا ما قاما بالرد على الهجوم الإسرائيلي المتعمد. إيران وسوريا لم يجدا حلا خارج الصمت، وابتلاع الريق، كما يقولون، وتهوين الهجوم.
(إسرائيل) فازت بالنتائج وقالت للطرفين: إن عدتم، عدنا. ولا شيء في سوريا محصن، أو خرج نطاق طائراتنا أو صواريخ بحريتنا؟
الجولان السوري، صار الجولان الإسرائيلي، إسرائيليا وأميركيا، ولا رد سوري على هذا التحول الكبير، ومصياف السورية فقدت اسمها ورسمها، ولا رد سوري، فما الذي يمكن أن يحدث غدا؟! إن ردة فعل لبنان الدولة، وحزب الله، كان أقوى من ردة فعل الدولة السورية. حزب الله هدد (إسرائيل)، ولم تهدد سوريا (إسرائيل) بفتح أبواب المقاومة في الجولان السوري مثلا، ولا بالرد على القصف الصهيوني بقصف سوري. سوريا اليوم أرض مستباحة للعدو، بشكل مؤسف، رغم وجود روسيا وإيران، وحزب الله أيضا.
ما الذي جرى لسوريا دولة الممانعة الأولى كما يقولون؟! وما الذي يمكن أن يجري لها فيما لو تجرأ نظامها الحاكم في دمشق على الرد على قصف مصياف؟! ما الذي يحدث مع إيران لو تجرأت إيران بالرد؟! الخائفون لا يصنعون التاريخ، ولا يحفظون الحياة؟!