قائمة الموقع

بعد "الانتخابات الإسرائيلية".. ضم الضفة تحت مجهر الاحتلال​

2019-04-14T07:48:31+03:00
صورة أرشيفية

تحديات إضافية تواجه القضية الفلسطينية، بعد ما أفرزته الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة والتي أظهرت انزياح المجتمع الإسرائيلي نحو اليمين المتطرف الذي حصل على 65 مقعدًا في الكنيست، في ظل المطامع الإسرائيلية في ضم الضفة الغربية وتوسيع الاستيطان، والتهويد في القدس، وتمرير صفقة القرن.

تتركز تأثيرات الانتخابات الإسرائيلية على القضية الفلسطينية وفقًا للخبير في الشأن الإسرائيلي فرحان علقم، في أكثر من جانب، أولها مساعي الاحتلال في ضم الضفة، ومسارعة وتيرة الاستيطان والتهويد بشكل أكثر على المزارعين والمواطنين الفلسطينيين.

الجانب الثاني كما تحدث علقم لصحيفة "فلسطين" سعي نتنياهو لترسيخ القومية اليهودية، من انعكاساته القضاء على أصحاب مشروع المفاوضات الذي يعيش "موتا سريريا" منذ سنوات، مبينا أن أصحاب هذا المشروع ما زالوا يعاندون الواقع والحقيقة بالإصرار على المفاوضات.

وأضاف أن حل الدولتين والتسوية التي ينادي بها فريق السلطة ستذهب للمجهول، مشيرا إلى أنه في أوج الانتخابات الإسرائيلية ارتفعت وتيرة الهدم بمناطق "ج" بالضفة، بشكل غير مسبوق –كنوع من الدعاية الانتخابية- ما ينذر أن وعود نتنياهو لها رصيد بالواقع.

والجانب الثالث، وفق علقم، أن الحلول التي يتحدث عنها تحت ما يسمى صفقة القرن كحل سياسي للقضية الفلسطينية، سيرسمه الاحتلال وتضع أبعاده، لافتا إلى أن نتنياهو استطاع بالانتخابات استنهاض حالة التطرف بالمجتمع الإسرائيلي الذي يعيش حالة انزياح حاد نحو اليمين.

وبحسب علقم، فإن نتنياهو رفع لواء التطبيق مع الدول العربية وبعض الدول الإسلامية، وسيحاول ترسيخ هذا المفهوم، ويعرض نفسه إسرائيليا كسيد للتطبيع مع الدول والتي هرولت للتطبيع مع الاحتلال، مما يعمل على خفض سقف المطالب الفلسطينية والضرب بعرض الحائط لكل معاناة الفلسطينيين.

ويرى علقم أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ساعدا نتنياهو على الفوز بالانتخابات، لينطلق بمزيد من التأييد الأمريكي والحشد لقرارات قد يتخذها نتنياهو، كموضوع ضم الضفة، والقضاء على حل الدولتين، مدللا بأن نتنياهو كان يريد اعتراف أي دولة هامشية بسيادة الاحتلال على "الجولان السوري"، فوجد دولة مركزية كأمريكا تحقق أبعد أحلامه، والآن يحلم أن يجد الضفة تحت سيطرة الاحتلال.

وبين علقم أن الاحتلال غير معني بضم كامل الضفة لكون أن هناك تجمعات ومدنًا فلسطينية كبيرة، لكنه سيكتفي بضم مناطق "ج" التي تشكل 60% من مساحة الضفة ولا تتجاوز نسبة السكان فيها 10%.

استنساخ تجربة الأبارتهايد

فيما يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي عبد اللطيف الحصري، أن ما جرى عمليًا في نتائج الانتخابات الإسرائيلية، هو قول لا للسلام، ونعم لحصار غزة وزيادة المستوطنات، وهذا قول شعبي بمعنى أن هناك انزياحًا مجتمعيًا نحو اليمين والتطرف، مشيرًا إلى أن نتنياهو يستعد لتشكيل حكومة أكثر يمينية ودموية مع الشعب الفلسطيني.

يعتقد الحصري في حديثه لصحيفة "فلسطين" أن المشاريع القادمة ستكون استمرار لما كان ولكن بتطرف أكثر، وأن من أولويات الاحتلال في قادم الأيام هو ضم الضفة الغربية لـ(إسرائيل) كجزء من صفقة القرن، وضم مناطق "ج" التي تشكيل 60% من مساحة الضفة، كخطوة أولى نحو تكريس قطاع غزة ككيان فلسطيني مستقل عن الضفة والداخل المحتل.

وأضاف: "مشروع الدولة الواحدة البديل عن حل الدولتين سيبقى قائمًا في المطامع الإسرائيلية لكنها ستكون دولة أبارتهايد، يستولي عليها اليهود والمستوطنون ويبقى العرب في كنتونات، على غرار ما حدث بجنوب إفريقيا العنصرية قبل التحرر، لكن الفرق أن حكومة إفريقيا كانت منبوذة دوليًّا فيما تحظى حكومة الاحتلال بتعامل المجتمع الدولي معها.

وحول مستقبل السلطة، يرى الحصري أن السلطة باتت ليس أكثر من إدارة مجالس بلدية، ولم تصل لمرحلة الدولة، مضيفا: "لا يوجد سيادة للسلطة على الأرض وهذا مشهد عبثي يستفيد منه الاحتلال".

وتابع: "لكن الخطير ليس الفعل السياسي بل الفعل الاقتصادي، باتباع الاقتصاد الفلسطيني للاحتلال بموجب اتفاقية باريس كملحق أوسلو والتي لا تزال قائمة، إذ استطاع الاحتلال خلق شريحة اجتماعية اقتصادية منتفعة من الاحتلال ومستعدة لمجابهة أي حراك معادٍ".

اخبار ذات صلة