هل تشهد فترة حكم نتنياهو الحالية ضم أجزاء من الضفة الغربية إلى (إسرائيل)، على غرار ضم القدس والجولان؟! إجابة السؤال جاءت في الحملة الانتخابية لنتنياهو والليكود حيث وعد الناخبين اليهود بضم مستوطنات الضفة الغربية. نجح نتنياهو بأصوات اليمين والمستوطنين، لذا توقعاتي أنه لن يخلف وعده الانتخابي، وسيقوم بالضم رغم أنف السلطة والمجتمع الدولي. ويبدو أنه قد تفاهم في هذا الأمر مع ترامب، الذي وعده بالاعتراف بالضم.
بينما يعمل نتنياهو على ضم كتل اليمين المختلفة إلى حكومته، ودعم إجراءاته بشأن الضفة والجولان والقدس، نشهد في رام الله تشكيل حكومة فلسطينية جديدة فتحاوية الرئاسة والوزراء، الأمر الذي انتقدته الفصائل، وقالت فيه إنه يعزز الانقسام والفصل بين غزة والضفة.
وبينما تتوحد دولة العدو مع الشعب في حماية مصالح المستوطنين، نجد الدولة في البلاد العربية في خصومة شريرة مع الشعب. في السودان الشعب يحاصر القصر، والجيش. وفي الجزائر الشعب ينجح في تنحية عبد العزير بوتفليقة. وفي الخليج حرب في اليمن. وفي سوريا والعراق نزاعات طائفية وحزبية، وتدخلات أميركية وروسية.
في ظل هذه الحالة الرديئة ما الذي يمنع نتنياهو من ضم أجزاء من الدولة، وهو الرجل صاحب استراتيجية القفز عن أوسلو، ورفض حل الدولتين، وتعزيز الانقسام بين غزة والضفة، وإجبار الفلسطينيين على الاستسلام، والبلاد العربية على التطبيع.
الطريق لمواجهة نتنياهو وخطواته المستقبلية ليس بانتظار غانتس كما فعلت السلطة في رام الله، بل في توحيد الجهود الفلسطينية لمواجهة الأخطار القادمة، وربما في إطلاق يد المقاومة في الضفة الغربية، وتنفيذ قرارات المجلس المركزي وعلى رأسها وقف التنسيق الأمني. إن ضم نتنياهو للقدس، والجولان والضفة لا سمح الله لا يعني أن الفلسطينيين لا يملكون ردا على جرائم نتنياهو، بل العكس. إن لدى الفلسطينيين ردودًا مختلفة، وقدرات على إرهاق (إسرائيل) وإفشال خططها، وإجبارها على الانسحاب، ولكن هذا يحتاج إلى قيادة وطنية جديدة قادرة على قيادة الشعب، ومواجهة الأخطار. القيادة الحالية فقدت القدرة على المعالجة، والقدرة على الإبداع، والقدرة على توحيد غزة والضفة، والقدرة على مواجهة الأخطار القديمة والجديدة؟! وباتت تعيش في أزقة الماضي، وعتمة الأحقاد، وكراهية الآخرين؟! ماذا ستفعل حكومة اشتية الفتحاوية إذا ما ضم نتنياهو أجزاء من الضفة؟! هل ستبلع لسانها كما بلعته حكومة الحمد الله حين اعترف ترامب بضم القدس؟! هل ستأتي بجديد وطني، أم ستبقى عاجزة عجز من أغراه كرسي الحكم بالصمت؟! الضفة في خطر، والقادة يتفرجون؟!